حيوات مقدسيّة في سيَر المدينة والناس

  • 0
  • ض
  • ض
حيوات مقدسيّة في سيَر المدينة والناس
يركّز الكتاب على الإنتاج المعرفي حول سير أهل المدينة الفلسطينية

ليس «حيوات مقدسيّة في سيَر المدينة والناس» الصادر أخيراً كشراكة بين «مؤسسة الدراسات الفلسطينية»، و«المتحف الفلسطيني»، مجرّد توثيق للعائلات المقدسية، بقدر ما يركّز على الإنتاج المعرفي حول سير أهل المدينة الفلسطينية. الكتاب الصادر بنسختين واحدة عربية وأخرى إنكليزية (Jerusalem Lives – Biography and the Convoluted Modernity of Jerusalem) يتضمّن مقالات نشرت طوال عقدين ضمن مجلتي «حوليّات القدس» وJerusalem Quarterly (تصدرهما «مؤسسة الدراسات الفلسطينية»)، وتختلفان بين النسخة العربية والإنكليزية للكتاب. وقد كتب مقدمة المؤلف المحرّر سليم تماري، في استهلاله نصوصاً متنوّعة حول حيوات وتجارب شخصيّات مقدسيّة بعضها معروف وأخرى ظلّت مهمّشة. مقالات تضيء على تحوّلات المدينة، خصوصاً نسيجها الاجتماعي في القرن الماضي. وهي حيوات وتجارب أغنتها سمات الحداثة المبكرة في المدينة، وفق ما يشير تماري في مقدّمته، مضيفاً إلى الحداثة، والدور الأساسي الذي لعبه الانعتاق من أسوار المدينة عبر مساحات التنقّل الفكري إلى مدن أخرى مثل يافا، والقاهرة، وإسطنبول، والعواصم الأوروبية والأميركيّتين. انعكس هذا الانفتاح الفكري تفاوتاً وتنوّعاً، في المساحات والمرجعيّات الفكرية بالنسبة إلى العائلات المقدسيّة في صراعها من أجل إعادة البناء الوطني للمجتمع. يسلّط الكتاب الضوء على أشهر العائلات المقدسيّة مثل جبرا، والحسيني، والسكاكيني، وعائلات أخرى من أمثال نجاتي صدقي ممن فضّلوا الثّورة الاشتراكيّة على الصّراع من أجل الاستقلال الفلسطيني. آخرون مثل كنعان، شرعوا في البحث عن روح الأمّة لكن في ثقافتها الشعبية الفلاحية، إذ رجعوا إلى ما قبل الوطنية نحو الأصول الإنجيليّة والكنعانيّة واليبوسيّة، بينما لجأ آخرون «للبحث عن تقاربات ثقافية مع مصر وسوريا الكبرى، أو بلاد الشام، كما في المؤلفات الموسيقية لواصف جوهريّة الذي رأى في فلسطين جسراً بين وادي النيل وأرض الأرز» كما جاء في مقدّمة الكتاب.

0 تعليق

التعليقات