على الرغم من اعتراضات شخصيات وطلاب يهود واتهامهم كين لوتش (1936) بـ «معاداة السامية»، عقدت «جامعة أوكسفورد» الإنكليزية، أوّل من أمس الإثنين، حدثاً افتراضياً، من تنظيم «كلية سانت بيتر» و«مركز أكسفورد للبحوث في العلوم الإنسانية»، بمشاركة عرّاب السينما اليسارية الأوروبية. عبر يوتيوب، ألقى لوتش مداخلة مباشرة ركّز فيها على مسيرته في صناعة الأفلام. جاء ذلك بعد تعرّض الجامعة العريقة لضغوط لإلغاء الحدث على خلفية موقف صاحب فيلم I, Daniel Blake المناهض لـ «إسرائيل». علماً بأنّ الحملة التي واجهتها «أوكسفورد» خلال الأيام الماضية، تندرج في سياق الضغوط الممارسة على الجامعات البريطانية لوقف الأنشطة المناهضة للكيان الصهيوني المحتل.في إطار استنكار إقامة النشاط، مارست منظمات يهودية ضغوطاً على «أوكسفورد» لإلغاء استضافه لوتش، إذ وصفت ماري فان دير زيل، رئيسة مجلس نواب اليهود البريطانيين، إحدى أبرز منظمات اليهود البريطانيين، السينمائي الشهير بأنّه «معادٍ لإسرائيل»، وطالبت رئيسة «كلية سانت بيتر» في الجامعة، البروفيسورة جوديث باشانان؛ بسحب دعوتها لكين.
وقالت دير زيل في رسالتها إنّ الدعوة «غير مقبولة مطلقاً»، بحسب ما نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.
وأضافت: «عدم قيام كلية في «أوكسفورد» بما يتوجب عليها بسماحها لكين لوتش بمخاطبة الطلاب، سيكون أمراً غير مقبول مطلقاً»، معتبرةً أنّ «معاهد الدراسات العليا عليها واجب رعاية طلابها، وهذا يجب أن يشمل عدم التسامح مع معاداة السامية وأولئك الذين يقللون من شأنها أو ينكرونها».
من جهته، عبّر رئيس الجمعية اليهودية «أوكسفورد»، صاموئيل بنيامين، عن إحباطه تجاه دعوة لوتش، مشدداً على أنّه «رغم أن البروفيسورة باشانان قد لا تكون على اطلاع على تعليقات لوش المعادية للسامية عندما وجهت إليه الدعوة، لكنها قررت عدم إلغاء الفعالية رغم إبلاغها بآرائه»، ومحذّراً في الوقت نفسه من أنّه «كجمعية يهودية، لن نخجل من ممارسة واجباتنا لحماية مصالح اليهود» في الكلية.
في هذا الإطار، أكدت «كلية سانت بيتر»، في بيان الإثنين الماضي، أنّها «تقف بقوة ضد جميع أشكال التمييز وتسعى دائماً إلى دعم الطلاب الذين يتعرضون له». وتابعت: «على الرغم من عدم اعتقادنا بأنّ عدم استخدام المنصات هو السبيل لتحقيق أهداف مجتمع أكاديمي حرّ ومفتوح، فنحن ملتزمون بدعم الطلاب الذين يجدون مثل هذه القرارات مؤلمة وإيجاد طرق لمعالجة هذه الأسئلة داخل الكلية كجزء من محادثة جارية أوسع نطاقاً».
تأتي هذه الواقعة بعدما كانت الحكومة البريطانية قد هددت الجامعات بفرض عقوبات عليها، بما في ذلك تقليص الدعم المالي، ما لم تعتمد التعريف الجديد لـ «معاداة السامية»، والذي يجعل من معاداة الصهيونية أو انتقاد «إسرائيل» مساوياً لمعاداة اليهود.
وكان محامون وقضاة قد بعثوا برسالة مفتوحة إلى وزير التعليم البريطاني، يحتجون فيها على فرضه «بالقوة» التعريف المثير للجدل لمعاداة السامية على جامعات البلاد. علماً بأنّ اللوبي الإسرائيلي واليهودي قد استخدما هذا التعريف لاستهداف «حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» (BDS).