إقامة الفعاليات التي كانت تجري بشكل بديهي في السابق، اتخذت منحى مختلفاً في هذه السنة الصاخبة والدموية. إذ أن كلّ المواعيد التي أقيمت اتسمت بنوع من الصمود في ظلّ الأزمات في البلاد. هذا هو التحدّي بالنسبة إلى الفنانين والصروح الثقافيّة في بيروت، خصوصاً أن هذه الفعاليات والعروض والمعارض أقيمت في الوقت المتقطّع بين حجر وآخر، وبين الانفجار والأزمة الاقتصادية. للسنة الثانية على التوالي، تغيب بيروت عن خارطة الكتاب في العالم العربي، بعد إلغاء «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب»، و«معرض الكتاب الفرنكوفوني» بسبب الأزمة الاقتصادية. غابت المهرجانات الصيفية عن البرنامج السنوي تماماً. بين المسرح والسينما والفنون البصرية والأحداث الموسيقية، سنعرض بعضاً مما شهدته بيروت بعيداً عن الشاشات الافتراضية آخرها في اختتام العام مع أمسيات موسيقى ضمن «بيروت ترنّم» التي توزّعت بين فضاءات عدّة في بيروت، وأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي.
عرض «عليهم» لألكسندر بوليكيفيتش

بدأت السنة الحالية بمعرض استعادي للفنانة اللبنانية إيتل عدنان في «غاليري صفير زملر»، لكن شاءت ظروف كورونا أن ينتهي قبل أوانه. تأجّلت مواعيد فنية كثيرة، إلا أن بعض الغاليريات تمكّنت من إقامة معارضها مثل «غاليري صالح بركات» التي احتضنت معرضين لعبد الرحمان قطناني، وآخر للفنان العراقي سروان باران وهبة كلش وسمر مغربل. أما غاليري «أجيال» فقد أقامت مجموعة معارض افتتحتها مع أعمال لبسام قهوجي واختتمتها مع معرض لهلا عز الدين. قبل انفجار المرفأ، أقامت «غاليري 392رميل393» معرضاً للفنان السوري محمد المفتي، وأخيراً، افتتحت «دار النمر» معرض «صندوق الفرجة: لزوم ما لا يلزم»، و «مركز بيروت للفن» ومعرضي «عيش ودع غيرك يعيش» و«٢٠٢٠، قطع\وصل». علماً أن «غاليري تانيت» التي كانت تعرض «رفات آخر وردة حمراء» لعبد القادري، جاء الانفجار ليقضي على أعمال المعرض بعد أيام على افتتاحه، ليعود الفنان ويوجّه تحية إلى بيروت في جدارية كبيرة رسمها في فضاء الغاليري. خلال الصيف، أقام «مسرح المدينة» فعاليات ثقافية جمعت فنانين ومسرحيين تحت عنوان «هيصة المدينة 2020» يهدف إلى إحياء هذا الفضاء في العاصمة. كذلك، واصل «مترو المدينة» إقامة حفلات موسيقية وعروض ستاند آب كوميدي، فيما انتقلت بعض فعالياته إلى الفضاء الافتراضي، منها بعض الأمسيات والأغنيات المستلهمة من انهيار البلاد. «فرقة زقاق» افتتحت العام بداية السنة الحالية مع عرضها «في عين القلب: مشروع الحب» واختتمتها بعرض «أكره المسرح، أحب البورنوغرافيا». أخيراً شهدت السنة أيضاً «هذا ليس نصّاً محفوظاً، هذه قصّةٌ مدروسة» لديما متى ويارا بو نصار، و«كولوار الفرج» لبيتي توتل، و «عم يقولوا اسماعيل انتحر؟» لمحمد الدايخ... فيما ظلّ الجسد حاضراً في بيروت رغم كلّ شيء في عرض راقص ليارا بستاني، وآخر لألكسندر بوليكيفيتش.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا