استكمالاً لردود الأفعال في الأوساط الثقافيَّة العربيَّة على اتفاقية السلام الإماراتيَّة مع العدو الإسرائيلي، تداعى عدد من الكتّاب والمثقفين العرب إلى توقيع عريضة يعلنون فيها رفضهم التطبيع الإماراتي وسواه، تحت عنوان «كتّاب ومثقفون عرب ضد التطبيع». المبادرة انطلقت من الأردن مع الروائيَّة كفى الزعبي والقاصّ يوسف ضمرة والشاعر صلاح أبو لاوي والروائي والقاصّ الفلسطيني رشاد أبو شاور، وانضمَّ إليها عدد كبير من الكتّاب والشعراء من دول عربيَّة مختلفة من بينهم الشاعر والمترجم اسكندر حبش والناقدَان علي حجازي وعبد المجيد زراقط والشاعر فاروق شويخ من لبنان، والكاتب أحمد بوزفور والقاصّ والشاعر حسن برما من المغرب، والقاصّ أحمد الخميسي من مصر. وبعد نشره عبر موقع فايسبوك، شهد البيان عدداً إضافيّاً من التواقيع.
ويعتبر الموقّعون على البيان أنَّ هذا الإعلان يأتي في سياق دور تخريبي طالما لعبته الإمارات في المشهد السياسي العربي، عبر العمل على تحطيم وإضعاف عواصم عربيَّة ذات إرث ثقافي عريق وإغراقها في الحروب والأزمات والصراعات، تأسيساً لاستيلائها مع دول خليجيَّة أخرى على المشهد الثقافي العربي عبر المال السخي المتمثل بفرص العمل ومراكز الدراسات والجوائز والفعاليَّات الثقافيَّة المختلفة التي حوَّلت شريحة واسعة من الكتّاب والمثقفين العرب إلى مرتزقة يدافعون عنها، أو حيّدتهم عن الانشغال بقضايا أمّتهم في أحسن الأحوال.
ويدين الموقعون كل معاهدات الاستسلام السابقة والراهنة واللاحقة، من كامب دايفيد إلى أوسلو ووادي عربة وصولاً إلى الاتفاقية الإماراتية وما سيليها من اتفاقيَّات جديدة من قبل دول تنتظر اللحظة المناسبة لإعلان سقوطها في مستنقع الاستسلام، معتبرين ذلك واجباً أخلاقيّاً قبل
أن يكون واجباً وطنيّاً أو سياسيّاً، ويعلنون مقاطعتهم جميع النشاطات الثقافيَّة والجوائز التي تقيمها حكومة الإمارات وكل حكومة عربيَّة تطبّع مع الكيان الصهيوني، مع الدعوة إلى توحيد جهود المثقفين العرب الرافضين للتطبيع وبلورة ذلك من خلال أطر فاعلة تقوم بالتنسيق في ما بينها