شارك الباحث في علم الفيروسات والأمراض الوبائية ومساعد مدير مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في كلية الطب في «الجامعة الأميركية في بيروت»، حسن زراقط، أخيراً في لقاء تفاعلي عبر فايسبوك بعنوان «ما يحصل اليوم في لبنان يدعو للقلق والحذر في آن»، ضمن سلسلة الأنشطة التي يقيمها معهد العلوم الاجتماعية في «الجامعة اللبنانية ــ الفرع الخامس». تحدّث البروفسور اللبناني «حول سلامة الغذاء في زمن وباء كورونا» (تقديم أستاذة الأنثروبولوجيا ليلى شمس الدين)، بمشاركة جمع من الأساتذة والطلاب افتراضياً عبر الصفحة الخاصة بالمعهد على فايسبوك.استعرض زراقط من خلال نبذة سريعة لنشأة هذا الوباء ومراحل تطوّره بهدف أخذ العبر. وأشار إلى بداية ظهور هذه الجائحة من الصين عبر تقارير طبية توضح أنّ حالات التهابات صدرية مجهولة السبب، إلى أن شخّص العلماء الصينيون بالتعاون مع «منظمة الصحة العالمية» حقيقة هذا الوباء الذي كان محدود الانتشار في حينه. بعد سبع أسابيع سجّل العالم 100 ألف إصابة بهذا الفيروس التاجي الجديد، إلى أن وصلنا اليوم إلى ما يزيد عن مليون ونصف مصاب بهذا الفيروس، وتتزايد حالات الوفاة يومياً بشكل متسارع بمعدّل 10% من مجموع المصابين، فيما تتّجه الأمور إلى التصاعد، إذ تشير التقديرات أنّ وتيرة الحالات ستتصاعد وتتضاعف خلال أسبوع على مستوى العالم.
أشار زراقط إلى أنّ حالات الشفاء التي سجّلت على صعيد لبنان هو أمر جيّد، منوّهاً بأنّ عدد الحالات الحرجة في لبنان لم تصل بعد إلى نسبة الـ 10% السائدة عالمياً، إلّا أنّ تدحرج الوضع في البلاد مؤشّر يدعو للحذر خصوصاً أنّنا أمام فيروس غير مرئي، ومن الممكن أن يُصاب به أي إنسان في أي لحظة وبأي منطقة كان وبالتالي ينقله إلى الآخرين ويتسبّب ببؤرة جديدة غير معروفة ولا محمودة التبعات. وأوضح أهمية مراعاة عدم الاختلاط بين الناس، مع ضرورة ترك المسافة الاجتماعية الآمنة بينهم، الإضافة إلى أهمية تهوية الأماكن المغلقة.
توقّف البروفسور زراقط عند كيفية انتقال فيروس كورونا COVID-19 بوصفه تنفّسياً، وهذا يعني أنّ دخوله إلى الجسم عبر الأنف، كما الفم والعين، بوصفهما متصلين بالجهاز التنفسي للجسم، ومن هنا التأكيد دوماً على تجنّب لمس الوجه إلاّ بعد تعقيم اليدين جيّداً ودوماً. وذكر أنّه لا يوجد لغاية الآن أي دليل علمي يُشير إلى انتقال فيروس كورونا عبر الأطعمة من خلال الجهاز الهضمي، وهذا أمر أساسي للتحدّث عن موضوع سلامة الغذاء. أمام هذا الواقع لا يجب علينا الاستخفاف بنظافة وتعقيم الأغذية التي نتناولها، واستبعاد احتمال احتوائها على هذا الفيروس الذي يمتلك قدرة الصمود على المسطحات كافة، بلحاظ فارق بقائه على كل منها، لمدة تتراوح بين يوم إلى 7 أيام كحد أقصى، وذلك بحسب نوع المسطح ونسبة الفيروس الموجودة عليه بالإضافة إلى الظروف التي يتواجد فيها، كما نوّه بأنّ غالبية الحالات والتي تتراوح بين 8 من 10 أو أكثر، يُصابون بعوارض خفيفة جرّاء هذا الفيروس، وقد يُفقد الإصابة به حاستي الذوق والشم.
في معرض الإجابات عن الأسئلة التي تطال سلامة الغذاء، أشار زراقط إلى أنّ الإجراءات المعتمدة بخصوص سلامة الغذاء بشكل عام متعدّدة، وسلّط الضوء على تلك المتعلّقة بفيروس كورونا، فالمنطلق واحد وجامع، النظافة هي الأساس. كما قدّم إرشادات كثيرة في هذا المجال، بدءاً من غسل اليدين جيّداً ودوماً قبل المباشرة بلمس الطعام، والخضار والفاكهة واللحوم وغيرها...
وأكّد زراقط ضرورة تقوية جهاز المناعة لدى المصابين بأمراض السكري أو المزمنة، وذلك عن طريق تناول غذاء متوازن مع ضرورة مراعاة نسبة السكر والدهون في الأطعمة، فأي خلل في الجهاز المناعي يزيد من إمكانية العدوى، ولفت إلى أنّ المدخّنين هم أيضاً من الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس كون جهازهم التنفسي غير سليم، منوّهاً بأن خطورة العدوى من المدخنين تزداد كونهم ينثرون مع الدخان الرذاذ المحمّل بحبيبات هذا الفيروس...