سبق أن أثارت دفعة سابقة من طلاب قسم التمثيل في «المعهد العالي للفنون المسرحية» استياء لدى الأوساط المهتمة بالمؤسسة الأكاديمية الأكثر شهرة في سوريا. يومها، «طفش» مجموعة أساتذة من هذه الدفعة من بينهم غسان مسعود وعبد المنعم عمايري، إذ وصلت الأمور في تلك الدفعة إلى أن يسحب الطلاّب السكاكين على بعضهم. ثم حُرموا من مشروع التخرّج بقرار الإدارة وكانت حينها الممثلة جيانا عيد عميدة للمعهد. مرّت سنوات لمعت فيها أسماء بشكل متفاوت من طلاب تلك الدفعة من بينهم: لين غرّة، ويارا دولاني، ورسل الحسين، وريام كفارنة. العام الماضي، تغيّرت الموازين مع وصول ماهر الخولي إلى عمادة المعهد بعدما أقيل بطريقة غير مهنية من إدارة «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي». وبالرغم من استمرارية الحالة النقدية ضد المعهد، وخاصة من قبل النجم فايز قزق صاحب الباع الطويل في التدريس فيه، إلا أن قزق قرر تخريج دفعة من الطلاب هذا العام بطريقة توحي بالبشائر السارّة. حمل العرض الذي يتم تقديمه حالياً في «دار الأوبرا» (القاعة متعددة الاستعمالات) اسم «شارة»، وضمّ كافة خريجي الدفعة، إضافة إلى طلاب من السنة الثالثة في «مشروع ارتجال جماعي» كون النص من تأليف الطلاب بإشراف قزق. وقد اعتمد العمل على توظيف الطاقات الصوتية واختبارها منذ اللحظة الأولى. لكنّ مدة العرض الطويلة جداً (حوالي ثلاث ساعات) جعلت هذه الطاقات تخبو نوعاً ما، إضافة إلى رغبة المخرج في تظهير الإمكانيات الإبداعية عند تلاميذه بشكل متساو على الخشبة، معتمداً في الدرجة الأولى على استعراض المقدرات التمثيلية للممثلين الشباب، بعيداً عن المؤثرات البصرية والموسيقية والسينوغرافيا، وبلغة تكتنز شاعرية لكنّها تنحو باتجاه العامية بصيغة بيضاء، وبأسلوبية تعطي مساحة لأخذ التراجيدي بذريعة الأداء التمثيلي إلى الكوميديا السوداء!