في سنوية رحيله الثانية، استذكرت مدينة صيدا الجنوبية الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو (1926 ــ 2016) بدعوة من «جمعية التضامن العربي اللاتيني» (هوسيه مارتي) وبرعاية السفارة الكوبية وقناة «الميادين». حضر الاحتفال الذي احتضنه «مركز معروف سعد الثقافي» وقدّمته سارة الحاف، أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، والسفير الكوبي الكسندر بييسيسر موراغا، وممثلة قناة الميادين ريتا وهبي، وممثلون عن أحزاب لبنانية وفلسطينية وحشد من المواطنين.كلمة صيدا، ألقاها سعد الذي قال: «لي الشرف أن أتحدث في احتفال إحياء ذكرى أب الثورة الكوبية القائد الأممي الراحل فيدل كاسترو»، مضيفاً أنّ الحديث عن كاسترو والثورة الكوبية يقودنا إلى الحديث عن «إنجازات الثورة في كل المجالات، ومن بينها بناء الاشتراكية وتحقيق العدالة الاجتماعية، والضمان الصحي الشامل، والتعليم الإلزامي بنوعية جيدة، وغيرها الكثير من الانجازات. كما نوّه بمواقف كوبا الثابتة والمؤيدة لقضايانا العربية، وبشكل خاص القضية الفلسطينية».
أما السفير الكوبي، فشدّد على أنّ الراحل «كافح طوال حياته لبناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً، حيث يكون الإنسان فيه هو الأهم، بغض النظر عن لون بشرته أو معتقداته السياسية أو الدينية. هذا الحلم أدى به لقيادة ثورة اشتراكية وهي كما أطلق عليها «ثورة الفقراء، ومع الفقراء ومن أجل الفقراء» المتواضعين... وكلنا عزم أن نظل أوفياء لإرث فيدل ومواصلة رفع رايات التضامن والنضال والمقاومة».
أما ممثل «جمعية التضامن العربي اللاتيني»، محمد حشيشو، فأوضح أنّ فيديل استبدل ملعقة الذهب بالبندقية وحرّر كوبا من هيمنة الإمبريالية الأميركية وألغى كارينو القمار الأميركي، وحوّل بلده إلى دولة ذات سيادة:«لاحقته أميركا وحاولت اغتياله ٦٠٠ مرة». وذكر حشيشو بأنّ كاسترو كان «صديق العرب وفلسطين، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني قبل حرب تشرين 1973 وأمّن الدعم لاعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية...». وأضاف أنّ الشعب الكوبي يشارك اليوم في وضع دستور جديد، فيه «ثلاثة ثوابت هي: الطريق الاشتراكي، ودور الحزب في قيادة الدول والمجتمع، والتضامن مع حركات التحرر ضد الامبريالية، فيما يقترح الحزب الشيوعي الكوبي إضافة الصهيونية إلى جانب الامبريالية».
وفي الختام، شاهد الحضور فيلم «فيديل كاسترو.. جدارة الحياة» (إنتاج «الميادين») الذي يروي سيرة الراحل، ويستعرض محطات حياته ونضاله مع رفيق دربه تشي غيفارا من بداية الثورة، مروراً بالانتصار، وصولاً لبناء كوبا الاشتراكية، كما تضمّن شهادات حية بكاسترو من لبنانيين وعراقيين وسورييين وأردنيين.