لم تحظ موسيقي الريغي بالرواج الذي تستحقه لولا دأب مغنين أيقونيين كبوب مارلي وباني وايلر وبيتر توش على تكريسها كظاهرة لم يسبق لها مثيل في الأوساط الفنية الأوروبية والآسيوية على حدّ سواء. الحالة الإبداعيّة التي اتسم بها هذا النوع الموسيقيّ المصقول بالإيقاعات الثقيلة، مذ بزوغه في المجتمع الكاريبيّ في ستينات القرن الفائت، ما لبثت إلا أن تفاعلت مع المستجدات الفكرية التي سبغت تلك الحقبة، متخذة من مفردات السلام والعدالة صنواً لها. اليوم، تمكنت الريغي من دخول التاريخ، بعد إدراجها في قائمة التراث غير المادي التابعة لمنظمة اليونسكو، خلال الاجتماع السنوي للّجنة المختصة في مدينة بورت لويس في جمهورية موريشيوس الذي عُقد اليوم.
ولعلّ الطابع القيميّ البارز الذي اختص به هذا النهج الفنيّ، هو ما حضّ اليونسكو على تأكيد مساهمة الريغي المحوريّة في«النقاش العالمي حول مسائل الحب والمقاومة والإنسانية»، في موازاة تطرقه إلى «أبعاد فكرية، سياسية واجتماعية، حسية وروحانية"، كما ورد في بيان المنظمة. أما وزيرة الثقافة الكاريبية أوليفيا غرانج، فقد أشارت بدورها إلى أن «الريغي فن جامايكيّ محض استطاع أن يمتد إلى كافة أنحاء العالم». يُذكر أن الريغي واحد من طقوس وأشكال ثقافية تم ضمها إلى اللائحة، كالأراغوز التي تُعد جزءاً من التراث المصري الشعبي المهدد بالإندثار، إضافةً إلى رقصات من أذربيجان وكمبوديا وكينيا وباكستان.