لم يكن موعد افتتاح معرض استعاديّ لأعمال الفنانة البصرية مارينا أبراموفيتش (71 عاماً، الصورة) في متحفٍ في مدينة فلورنسا الإيطالية، الدافع الوحيد الذي أجج موجة من الجدل على وسائط الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي خلال اليومين الفائتيْن. إذ أن واقعة الاعتداء الذي تعرضت له أبراموفيتش من قبل أحد المواطنين التشيكيين المجهولين، كانت كافية لإثارة تساؤلات كثيرة حول ملابسات الحادثة ومسبباتها. بينما كانت أبراموفيتش منهمكةً في توقيع كتابها الأحدث، باغتها رجل خمسينيّ بضربات متكررة على رأسها مستعيناً بلوحة «مشوهة» من توقيعه تحمل صورتها.

وعلى الرغم من قوة اللكمات التي كابدتها أبراموفيتش، إلا أنها «لم تتعرض لأي أذى جسدي»، ما دفعها إلى الامتناع عن تقديم أي شكوى في حق المعتدي. في خلال ذكرها لمجريات الحادثة، صرّحت الفنانة لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية أنها «ابتسمت للمعنِّف في اللحظات الأولى، ظناً منها أنه كان قادماً لمنحها القطعة الفنية كهدية، إلى أن لاحظت التغير الذي طرأ على تعابير وجهه، ثم اقترابه منها لاحقاً بسرعة وقوة هائليْن».
وقد عبر القيّم على عرض أبراموفيتش آرتورو غلانسينو عن مدى «استيائه من التخريب الذي أصاب هذا الحدث المهم جراء أفعال فردية»، مضيفاً أنه لا يكنّ سوى «الاحترام» للفنانة، فيما نشر عمدة البلدة داريو نارديلّا نصاً عبر موقع تويتر «ما قام به الرجل لم يكن غريباً عليه، إذ أنه سبق أن خرج عارياً في شوارع فلورنسا مرات عدة خلال السنين الماضية».