للمرة الأولى منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، يرفع متحف طهران للفن الحديث (Tmoca) الستار عن مجموعة قيمة تضم نتاجات معلّمين ورواد في الفنّ، كبابلو بيكاسو (1881_1973)، وآندي وارهول (1928_ 1987)، ومارك روثكو (1903_1970) ومارسيل دوشان (1887_1968)، في مناسبةٍ فريدة ستقام بين شهريْ شباط (فبراير) ونيسان (أبريل) من العام المقبل. في الحدث المعنون بـِ «بورتريه، لوحة حياة صامتة، ومشهد طبيعيّ»، تتوزع الأعمال التي تصل إلى 500 قطعة بين رسومات ومنحوتات نادرة، منها عشرة تحمل توقيع المبدع الإسبانيّ بيكاسو. هذه القطع التي تعود ملكيتها إلى الشاه الإيرانيّ الأسبق محمد رضا بهلوي (1919_1980)، كانت ماكثة بين أدراج النسيان على مدى عقود متتالية، إلى حد أن آثر المهندس الهولنديّ ماتيجس فيسير (60 عاماً) جمعها خلال فترة دامت عامين، بغية عرضها على الملأ فور انتهاء عمليات تحديث المُنشأة الثقافية. كذلك، يضم المعرض مساهمات لفنانين معاصرين كالألمانيّ غانثر يوكر (88 عاماً) والفرنسيّ برتنارد لافيي (69 عاماً)، بالإضافة إلى آخرين محليين كالشابيْن بوباك إتميناني ومحسا كاريميزادي.
عمل للفنان الإيراني بهمن محصص، سيكون جزءاً من المعرض()
عمليات الانتقاء التي طالت المقتنيات المبتغى عرضها، لم تستثنِ سوى لوحة أرشيفية للبريطانيّ فرانسيس بيكون (1909_ 1992) يظهر فيها جسد رجل عارٍ، كما جاء على لسان القيم على المعرض في حديث له مع صحيفة «الآرت»: «لا أعتقد أن أيّاً من الأعمال التي اخترتها ستكون معرضة للمنع الرقابي. يمكنني أن أدرج أعمالاً أخرى لبيكون من دون أن أضع تلك التي تحتمل طابعاً مثيراً». ولفت إلى أن خطوته ستسهم في «تقديم صورة حقيقية عن كنوز الفن المنسية»، كما أنها ستؤول إلى استكشافات أعمق في «الأركيولوجيا المعاصرة».