عادت أوتيه لامبر بالأمس إلى بيت الدين مصطحبةً الأسطورة مارلين ديتريش. بمواهبها كممثلة وحكواتية، وبصوتها القوي المضمّخ بالجاز، وقفت تروي لنا حسب تقاليد الكاباريه البرليني، ومضات من حياة ملهمتها ومواطنتها .

وأدّت أغنياتها المشهورة، محاطة برباعي موسيقي (بيانو، كمان، باص، درامز). ديتريش، أيقونة «جمهورية فايمار» في العشرينات، بطلة فون سترنبرغ في «الملاك الأزرق»، ديفا هوليوود، انبعثت في الباحة الداخلية للقصر. استعدنا زمن الحرية، وجراح الحرب، ووجعها الالماني الذي لم يلتئم الا بعد موتها. رجالها ونساءها، إديث بياف وشارل ترينيه. جاك بريل وبوب ديلان. «لولا» و «ليلي مارلين». كدنا نراها في عزلة شقتها الباريسية مقابل بيت جان غابان، حبيبها الراحل... كان ريلكه يحوم في الجوار. وفي الصفوف الأمامية، زياد الرحباني يصيخ السمع ويصفق كطفل سعيد.