قبل ثلاث سنوات، دخل المخرج الشاب كاظم فياض في مغامرة اعتقد أنّها محسوبة. طرح فيلم «اليوم» (The Day) (كتابة: محمد فحص ــ موسيقى: مهدي كلاس ــ مونتاج: هادي شاتيلا) الذي يستشرف نهاية «إسرائيل»، ويتصوّر الحرب المقبلة معها. الشريط الذي لفت أنظار الصحافة المكتوبة والتلفزيونية وقتها، لم يستطع أن يخرج إلى النور، بسبب عائق التمويل. وُضع «اليوم» في الدُرج، من دون أن يستسلم صاحبه لهذا المصير الذي بات أشبه بقدر عليه التعاطي معه. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، ترشح فيلمه الذي شاركه فيه زميله علي قميحة «تقدير موقف» (8 د. ــ إنتاج Drift) في مهرجان Pembroke Taparelli Arts and Film Festival في لوس أنجليس عن فئة «أفضل فيلم أجنبي». حاول الشريط وقتها دحض الدعاية الأميركية في السينما، وكسر أنسنة وتلميع صورة الجنود الأميركيين في أفلام هوليوود. اليوم، يقف المخرج الشاب أمام تحد جديد، بعدما استطاع التفوّق (حصل على علامة 95/100) في قسم «فنون التواصل» من خلال مشروع تخرجه في «الجامعة اللبنانية الدولية» (LIU). و هي علامة لم تسجلّ منذ سنوات في هذا القسم. يحمل العمل عنوان «قنديل البحر الخالد» (Turritopsis Dohrnii ــ إشراف معتصم عزيز ــ مدير الإضاءة والتصوير محمد علي كرائي ــ موسيقى تصويرية جاك برّو)، ينتمي إلى فئة الخيال العالمي والإثارة، ويتناول العلاقة بين الشعب والسلطة والأخلاقيات السياسية. يتطرّق الشريط إلى قصة وضع السجّانين خيارَيْن إثنَيْن أمام السجناء: إما الإنتحار أو «الخلود» (شريطة سحب الوعي منهم والذكريات والمشاعر).
«قنديل البحر الخالد» من بطولة حسام الصبّاح ومحمد الخطيب،ويريد فياض اليوم تحويله إلى فيلم سينمائي طويل يجد طريقه إلى السينما. وفي سبيل هذه الغاية، أنجز كاظم خطة عمل متكاملة لوضعها بين يدي أي مموّل محتمل، على أمل أن كي يُبصر مشروعه النور كأوّل فيلم لبناني ينتمي إلى فئة الخيال العلمي ويحمل توقيع شاب في مقتبل العمر.

Turritopsis Dohrnii - Trailer from kazim fayad on Vimeo.