«اليوم» (The Day) هو الفيلم المرتقب لمجموعة شباب جمعهم حب المقاومة والمغامرة في آن واحد. مغامرة في صناعة هذا الفيلم الذي يحكي نهاية «إسرائيل» ويستشرف الحرب المقبلة معها. مغامرة تطلب الدعم، لا سيّما الإنتاجي منه، وتعد المهتمين بشريط حرفي مصوّر بأعلى التقنيات.
يتخيّل الفيلم (كتابة محمد فحص، موسيقى مهدي كلاّس، مونتاج: هادي شاتيلا) انهيار الكيان الصهيوني ابتداءً من منطقة «الجليل الأعلى» على الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية، وهذا الانهيار سيكون نفسياً بالدرجة الأولى، وتبدأ انعكاساته داخل المجتمع الصهيوني، كما يشرح لـ«الأخبار» مخرجه كاظم فياض. بعدها، تتحوّل إلى مواجهة عسكرية. ولعلّ أبرز تجليات الحرب النفسية ستعتمد على ما اصطُلح على تسميته «حرب الأنفاق» التي غالباً ما يخشى منها المجتمع الصهيوني.
توقيت عملية التحرير(تحرير الجليل) سيتزامن مع الانتخابات الصهيونية المقبلة، أي بعد 4 سنوات، وتستثمر «إسرائيل» انتخابياً هذه الحرب ذات الخلفية السياسية. هذه الحرب التي كما يتنبأ الفيلم يدخل فيها كلّ من المقاومة اللبنانية إلى جانب الجيش اللبناني، مدعومين بمقاومة فلسطينية من الداخل. تدخّل هذا الثلاثي سيدفع بالشارع العربي إلى التعاطف مع المقاومة ضد «إسرائيل»، وسيظّهر أكثر واقع القادة العرب وموقفهم المؤيد للصهاينة؛ فسنسمعهم يقولون: «أنتم اعتديتم على إسرائيل»، في موقف يذّكر بعدوان تموز 2006 عندما وصفوا المقاومين اللبنانيين بـ«المغامرين».

سيطال الفيلم السينمائي مساحات أخرى مثل دول الخليج ومصر وإيران. يتحدث مخرج العمل هنا عن أبحاث قام بها فريق العمل في هذه الدول لاستمزاجها ومعرفة طريقة تفكيرها وثقافتها، بغية توظيف ذلك في هذا الشريط . لا شك في أنّ مثل هذا العمل الذي يعدنا فياض بأنّه سيشكل «سابقة» في كل تشعبات إنتاجه (الفكرة، التصوير، الإخراج، الموسيقى...) ويحمل «مفاجآت غير متوقعة»، يحتاج إلى جهة إنتاجية داعمة، علماً بأنّ الفريق عمل منذ بدايات التصوير، وما زال، مجاناً، لإيمانه بالقضية التي يطرحها. الشريط (90 دقيقة) الذي انتهى تصوير مشاهده الخارجية الأسبوع الماضي، يكشف مخرجه الشاب أنّ ملصقه الإعلاني (تصميم هادي شاتيلا) سيعرض ضمن مهرجان «نواة» الشبابي (المباراة الجامعية عن المقاومة) في 17 أيار (مايو) المقبل. وفي حال استحواذه على إعجاب اللجان التحكيمية، فإن شريطه الترويجي (Trailer) سيعرض هناك، وربّما يحظى باهتمام مندوبي شركات الإنتاج الفني التي عادة ما تحضر في مهرجانات كهذه. واللافت في إعداد البوستر هو اعتماد تقنية تشبه تلك المتعلقة بأفلام هوليوود، وهو ما يرى فياض أنّه يقع ضمن «تطويع الأدوات الدعائية الغربية لخدمة مشروع المقاومة».