أقدم ملتح أخيراً على تخريب تمثال «المرأة العارية» الواقع في وسط مدينة سطيف (شرق الجزائر). وتداول ناشطون صورا وفيديوات للرجل الذي واصل تحطيم التمثال المعروف محلياً بـ «عين الفوارة» على الرغم من ضربه بالحجارة والعصي من قبل المارّة، قبل توقيفه من عناصر الشرطة، وفق ما ذكر موقع «فرانس 24».
وظهر في الفيديو الذي انتشر بشكل واسع ونقلته وسائل الإعلام، رجل ملتح يرتدي قميصاً أبيض اللون وهو يحطم التمثال بمطرقة وإزميل حديدي، تمكن المعتدي من تشويه وجه وصدر التمثال المنحوت من الحجر الأبيض.
عبّر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، عن «استيائه الكبير» من «السلوك الهستيري المتهوّر الذي قام به أحد الأشخاص بهدف تحطيم وتشويه التحفة الفنية»، مضيفاً في بيان أنّ العدالة ستكشف عن هوية الجاني و«الدوافع التي تقف وراء هذا التصرف المشين والمدان».
وأضاف الوزير الذي قضى جزءاً كبيراً من حياته في سطيف أنه اتفق مع المحافظ على التكفل السريع بترميم الأجزاء المتضررة من التمثال، وأنّ مختصين بدأوا فعلاً العمل لـ «تحديد حجم الضرر وطبيعته واعتماد معايير الترميم المناسبة». وحسب مراسل يعمل في سطيف، فإن الشرطة ما زالت تحقق مع الرجل، إلا أن السكان الذين يعرفونه أكدوا أنه «مختل عقلياً».
وسبق أن حاول متشددون إسلاميون تحطيم التمثال بتفجيره في عام 1997 ، إلا أن الأضرار التي لحقت به لم تكن كبيرة وتم ترميمه في اليوم التالي. تجدر الإشارة إلى أنّ تمثال «المرأة العارية» يحمل توقيع النحات الفرنسي فرانسيس سان فيدال الذي أنجزه في باريس سنة 1898، أي بعد 68 سنة من الاحتلال الفرنسي للجزائر، ثم نُقل إلى سطيف في 1899.