من المفيد أن نفهم فكرة ولو كنّا ضدّها. الفكر الذكوري موجود في يومياتنا البسيطة والمعقّدة. وإحدى الطرق للخروج منه هي تفكيك الخطاب اليومي ومحاولة فهم معانيه السياسية والأحكام المسبقة والتعميمات التي يطرحها.
وإذا اتفقنا على مقاربة أنتروبولوجية سياسية نسوية، فإن التعميم وتحقير المجتمعات وإهانتها وفرض تنميطات تدفع باتجاه تشتيت وحدة مجتمع وفصل أفراده عنه، سلوك مؤذٍ ومدمّر لها المجتمع ذاته. وهنا نعرض أمثالاً يواجهها الرجال والنساء في لبنان، هي تثبيت للفكر الذكوري وتحقير للشخص أو إهانة للمجموعة التي تنتمي/ ينتمي إليها. نقدّم هذا الدليل (المفتوح للتطوير بفضل الفكر الذكوري) كإضاءة على الأخطاء التي يمكن أن يكون قائلها/ قائلتها عالِماً أو غير عالِم ربما بمعناها. كما ندعو النساء والرجال إلى تطوير هذا الدليل لرفض التنميط الذكوري لمواقفهنّ/م وشكلهنّ/م وسلوكياتهنّ/م.
«ارجعي، قربي، عاليمين شوي، اكسريها» المساعدة لركن السيارة: في الدقيقة التي تحاول فيها امرأة ركن سيارتها، يقترب أول ذكر يلمحها لـ«يساعدها» في قيادة سيارتها، وفي عملية ربما كانت هي تعلم جيداً تفاصيلها وتعقيدها. فتقديم هذه الخدمة من دون أن يطلب أحد منكم ذلك هو: تعميم بأن كل النساء يحتجن للمساعدة في الركن، وبأنهن سيئات في القيادة. وهو إذاً تحقير للشخص عبر تحقير النساء كلهن.

■ «أنت مش متل البنات الباقيين»: تحقير للنساء «كلهن»، وتفضيل واحدة من بينهن، أي محاولة فصلها عن مجتمعها (النساء) وتثبيت مفهوم المنافسة بين النساء.
«ما تخافي هاي ما فيها سكّر ما بتنصّح»: عندما يقدّم أحدهم الطعام لامرأة، فهو يطمئنها إلى أنها تستطيع الأكل من دون حمل همّ زيادة الوزن. وهذا أولاً فرض مفهوم يقضي بأنّ على النساء أن يفكّرن بوزنهن باستمرار، وهو يصدر أحكاماً مسبقة تقول بأن هذه المرأة بالذات، تقبل حتماً هذا المفهوم الذكوري.

■ «أنت منك رجّال»: تقال لرجل في إطار فرض تعريف واحد محدّد وتوتاليتاري لماهية «الذكورة» و«الأنوثة». النساء والرجال متنوعات ومتنوعون، وعلى كل فرد أن تحدّد ويحدّد أي نوع من الرجال أو النساء أو غيرهما، يريدون أن يكونوا.

■ «قوية متل الرجال»، «إذا كنت رجّال، بتعمل كذا وكذا»، «هول رجال» (عن رجال «قبضايات»): هو بكل بساطة القول بأن الرجال جيدون وأقوياء و«قبضايات» وشجعان، والنساء ضعيفات متخاذلات لا يعتمد عليهن. لا علاقة للجندر بالقوة والضعف، ولا يجوز الحكم على الشخص بالتلميح إلى جندره/ا. أعمالنا وتصرفاتنا مرتبطة بمواقفنا السياسية، ولا علاقة لها بما بين الفخذين.

■ «أكيد بدهم يلطشوكي، ما شايفة ملّا النسوان فيه حواليهن؟» «هول نسوان، وانت نسوان!؟»: رفض هذه التعابير نابع من أنها بينما تحاول إظهار نفسها كغزل لشخص، فهي تحقّر ملايين الناس. تضع هذه الإنسانة في مقارنة غير مطلوبة مع باقي النساء. مقارنة لا هدف منها سوى المنافسة... وهي هذه المنافسة التي نرفض. نحن لسنا مصارعات في حلبة يديرها الرجال لمتعتهم.
■ «إنتو النسوان/ ما هني النسوان...» أو «نحنا الرجال...»: مهما كانت الجملة التي تأتي وراء هذا التعبير، فهي تعميم، وكل تعميم مرفوض.

■ «شدّ حالَك» للرجل: الضغط على الرجال للتكيّف من الشكل والسلوكيات التي يحبسه فيها النظام الذكوري، كأن يطلب منه ألا يعبّر عن مشاعره.

■ «ثوري، المرأة ثورة»: والمرأة أشياء أخرى كثيرة أيضاً، فلنتركها تقرّر ما تريد أن تكونه.

■ «المرأة أم، وأخت، وحبيبة»: فرض شكل واحد وموحّد على المرأة وأدوارها، فهذه الأدوار كلها تأتي بمقارنة مع الرجل: هي أمه وأخته وحبيبته. علاقات مبنيّة في الشكل الرأسمالي للمجتمع. فمن الطبيعي ألّا تريد أن تكون في أي منها، أو أن تكونها كلها، من دون تأطيرها في هذه الأدوار أو غيابها.

■ «عاهرة، ساقطة، قحبة، شرموطة، شلكّة، الخ»: هذه ليست إهانات. إذا اعتقد الشخص الذي يتوجّه بها للمرأة بأنه يهينها، فهذا يعكس موقفه المحدود في تعريف قيمة الشخص في المجتمع وممارساته الجنسية. وهي لا تمتّ بصلة لموقع المرأة في المجتمع. والمشكلة الأساسية هي في رؤيتهم الحيوانية للفعل الجنسي كعمل وحشي وعنيف ومستعمر لجسد الآخر.

■ نكات الاغتصاب والتحرش هي إهانة واستخفاف بمعاناة مجموعة نساء هن مقموعات من المجتمع أصلاً.