تأتي التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب ضد لبنان بمفعول عكسي، إذ لا يتوقف سيل التحذيرات والتعبير عن القلق والخشية داخل الأوساط السياسية والإعلامية وحتى العسكرية الإسرائيلية، باعتبار أن خطوة كهذه هي بمثابة «الانتحار الجماعي» في إسرائيل، فجيشها «صغير الحجم، وهو غير قادر على الفوز حتى في ساحة واحدة، وبالتأكيد ليس في ست ساحات في نفس الوقت»، بحسب اللواء احتياط في جيش العدو ومفوض شكاوى الجنود السابق، إسحاق بريك، الذي أكد أن الجيش الإسرائيلي «يعاني من نقص شديد في الموارد، وخاصة في مجال التسليح، وبالتالي فإن الحرب الشاملة ستجلب الكارثة والدمار لإسرائيل».وفيما لم تستفق حيفا من صدمة «الهدهد» بعد، قال البروفيسور في قسم الدراسات الشرق أوسطية في «جامعة حيفا» أميتسيا بارعام، إن «ثلث المنازل في حيفا سوف تُسوى بالأرض في أي حرب مع حزب الله، وآلاف الصواريخ لن تترك الكثير من حيفا».
وعبّر القائد السابق لنظام الدفاع الجوي في جيش الاحتلال زفيكا هايموفيتش، عن مخاوفه من قدرات حزب الله في عالم الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار، قائلاً: «أعرف جيوشاً كثيرة في العالم لا تمتلك قدرات مثل قدرات حزب الله» في هذه المجالات.
وفي هذا الصدد، توقفت سائل إعلام إسرائيلية عند تعميق حزب الله «الندوب» في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، بعد نشره الخميس توثيقاً يظهر إصابة طائرة مُسيّرة لمنظومة Drone Dome التابعة لشركة «رفائيل» للدفاع ضد المحلقات، قائلة إنه «بعد إصابة «طل شمايم» والقبة الحديدية، دخلت منظومة Drone Dome قائمة الاستهداف».
وبثّ حزب الله مشاهد مصوّرة وثّقتها طائرة مُسيّرة للحظة مهاجمة مُسيّرة انقضاضية منظومة دفاع جوي إسرائيلية عبارة عن جهاز رادار لإسقاط المُسيّرات، يُطلق عليه اسم «درون دوم» (أي قبة المُسيّرات)، في موقع المطلة.
وأظهرت اللقطات مُسيّرة انقضاضية، تحلّق باتجاه الموقع، قبل أن تعدّل مسارها وتنقضّ بسرعة كبيرة على المنظومة المكوّنة من شكل راداري، فيما فشلت المنظومة الإسرائيلية في التصدي للمُسيّرة، التي أصابتها بشكل مباشرة وانفجرت فيها بشكل واضح.
«حزب الله يعرف كيفية تشغيل طائراته المُسيّرة بطريقة مثيرة للإعجاب، إنه مستعد لحرب طويلة، ويعمل باقتصاد نيران صحيح مقابلنا»


والمنظومة المستهدفة من إنتاج شركة «رافائيل»، وهي مصمّمة لتوفير دفاع جوي ضد الطائرات المُسيّرة، عبر تفعيل جهاز تشويش وإسقاطها، وتتكون من وحدات رصد بزاوية 360 درجة، لرصد المُسيّرات إضافة إلى جهاز تشويش وتركيز على الهدف.
وفي السياق، قالت صحيفة «هآرتس» العبرية، إنه «بفضل التكنولوجيا المتاحة والأسلحة الدقيقة، أصبح حزب الله جيشاً ذكياً يتمتع بقدرات دقيقة على جمع المعلومات الاستخبارية التي تهدد الجيش الإسرائيلي والبنى التحتية الحيوية في إسرائيل»، لافتة إلى أن «الطائرات المُسيّرة ساعدت حزب الله على خلق معادلة لمنظمة عسكرية تقاتل جيشاً نظامياً، وعلى الرغم من أن قدراتنا أكبر، إلا أن مُسيّراته تقوّض ميزان القوى الاستراتيجي لإسرائيل في مواجهة أعدائها».
ونقلت الصحيفة عن ضابط وصفته أنه في موقع مهم في نظام الدفاع الجوي المتمركز حالياً في القطاع الشمالي، قوله: «لقد كان لدينا عدد غير قليل من الحالات التي أطلقنا فيها صواريخ اعتراضية على طيور لها بصمة رادار مماثلة لتلك الخاصة بطائرات حزب الله المُسيّرة. في بعض الأحيان هناك قوة تابعة للجيش تقرر إطلاق طائرة مُسيّرة دون إبلاغ. حدث أننا أسقطنا أيضاً وسائل تخصنا». وأضاف المصدر أن «حزب الله يعرف كيفية تشغيل طائراته المُسيّرة وقدراته النارية بطريقة مثيرة للإعجاب نسبياً»، موضحاً أن «التشكيل الناري لحزب الله في جهوزية عالية. فالحزب مستعد لحرب طويلة، ويفهم التغيير في الواقع. لذلك، إنه يعمل باقتصاد نيران صحيح مقابل إسرائيل، ويهدف إلى حرب استنزاف، ويعمل وفقاً لخطة نارية منتظمة ضدنا».
ميدانياً، ردّ حزب الله أمس الجمعة، على الاعتداء الإسرائيلي في ديركيفا، فشنّ هجوماً جوياً بسرب من ‏المُسيّرات ‏الانقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو ‏وأصابت ‏أهدافها بدقة، وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة ودمّرت جزءاً من الموقع. ‏
واستهدف حزب الله موقعَي زبدين ورويسة القرن في مزارع شبعا ‏اللبنانية المحتلة، وموقعَي السماقة والرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية ‏المحتلة. وشنّ هجوماً جوياً بمسيّرة انقضاضية استهدفت مربض مدفعية للعدو الإسرائيلي ‌‏في الزاعورة. ‏