المختبر الجنائي في ملحق «القوس» قسم متخصص يعرض أساليب التحقيقات والمباحث العلمية، ويناقش تحديات هذا المجال في لبنان، ويحاول عرض حلول علمية وواقعية يمكن من خلالها الوصول إلى الحقيقة. يقدّم القسم محققة جنائية محلفة من القضاء اللبناني ومتخصصة بعلوم الأدلة الجنائية. فلماذا المختبر الجنائي الآن؟ ولِمن يتوجّه؟المختبر الجنائي في «القوس» مخصص للمحقق والقاضي والضابط وغيرهم من قوى إنفاذ القانون، ليدركوا أن بإمكانهم الوصول إلى الحقيقة بشكل أدق باستعمال الأدلة الجنائية والابتعاد عن التعذيب لاستخراج الاعترافات. هذا المختبر الجنائي مخصص لهم، ليدركوا أهمية الحفاظ على مسرح الجريمة والأدلة، كونها الطريقة الوحيدة لكشف حقيقة ما حدث. وليدركوا أهمية استعمال تقنيات التحقيقات الاستنطاقية العلمية وحماية أنفسهم من العواطف والميول السياسية والفئوية عند بناء خلاصاتهم. وهو مخصص لهم للابتعاد عن الأحكام المسبقة والاستنتاجات المتسرعة.
المختبر الجنائي في «القوس» يخدم فريق الدفاع أيضاً. فيدرك المحامي كيفية الطعن علمياً بالأدلة التي تُعرض في المحكمة، إذا لم تستوف شروطاً معينة في الحماية والتحليل مثلاً. كذلك يدرك المحامي أنه يمكن الاستعانة بخبير محلف لإعادة فحص وتحليل الأدلة في مسرح الجريمة. كما ينمّي هذا المختبر ثقافته العلمية في ما خصّ الأدلة الجنائية التي قد تساعده في مرافعاته وتحليلاته وفرضياته.
المختبر الجنائي لعائلات الضحايا والجناة، إذ يُعزز كرامة الضحية بإثبات ذنب المجرم. وكم من قضية قتل فُبركت على أنها انتحار؟
المختبر الجنائي للشباب، ليُقدّم الصورة الحقيقية للمباحث العلمية، المختلفة تماماً عمّا يُسلّط الضوء عليه في الأفلام والبرامج التلفزيونية مثل CSI، Spooks وغيرها. إذ يعتقد منتجو الأفلام، ربما، أن العلم الحقيقي لا يصلح دائماً للترفيه وجذب المشاهدين، لذلك يميل الكتّاب إلى أخذ بعض الحرية في وصف وتصوير عمل المحققين الجنائيين. قد يكون الاختبار الذي يستخدمونه في العرض موجوداً بالفعل، ولكنه لن يكون سريعاً أو دقيقاً في الحياة الواقعية، وغالباً ما تكون التقنيات التي يستخدمونها سخيفة! فمن قال إنه يمكن في ثوان فقط تحديد مصدر بصمة الإصبع، وهوية المشتبه فيه وماذا تناول على وجبة الغداء؟ واقعياً، كل ما يفعله الكومبيوتر الذي يصورونه في الأفلام هو تقليص الاحتمالات (أعداد المشتبه فيهم) فقط. ثم يقوم خبير متخصص بمقارنة البصمات بطريقة دقيقة وعلمية وموثقة، تأخذ ساعات من العمل. كما يقوم خبير آخر بالتدقيق في البصمة ذاتها للتحقق من صحة النتيجة الأولى.
في «المختبر الجنائي» في «القوس» نعمل دائماً على تبسيط المعلومات وجعلها جذّابة قدر المستطاع من دون المسّ بدقتها وواقعيتها. كذلك نحرص على تسليط الضوء لمعالجة الجرائم في لبنان في إطار المباحث العلمية. وندرك جيداً أن القراء لم يعتادوا هذا النوع من المقالات، لا سيّما أن هذا القسم هو الأول في الصحافة العربية. لذلك، تواصلوا معنا، أرسلوا لنا اقتراحاتكم في المواضيع التي تريدون منا معالجتها.. فنحن لسنا من كوكب آخر.