منذ أن أعلنت شركة «سيتي بلو» المعنيّة بأعمال الصيانة في مطمر الناعمة في 4 كانون الثاني الماضي وقف أعمالها بسبب عدم تجديد العقد معها، وهو ما يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء أو موافقة استثنائية، بدأت عصارة النفايات بالتراكم في الآبار المخصّصة لها، قبل أن تفيض منذ يومين مع رفض المسؤولين في «سيتي بلو» نقلها إلى معمل التكرير داخل المطمر الذي يحتوي على 6 مستنقعات لتنقيتها وخلطها بالكلس والسولفات تمهيداً لنقلها بالصهاريج إلى نهر الغدير.ومع فيْض هذه الآبار، بدأت عصارة النفايات بالاختلاط مع المياه الجوفية لنهر الناعمة الذي يصب مباشرة في البحر، مع ما لذلك من آثار بيئية كارثيّة على المياه الجوفية والسطحيّة في المنطقة. وقد تبلغّت بالأمر شركة «لاسيكو» الاستشاريّة التي تعمل على مراقبة أعمال الصيانة (تنفيس المطمر وحرق الغازات المنبعثة منه، والتخلّص من عصارة النفايات والاهتمام بالعشب المزروع في حال نشوب حريق)، بحسب عقد موقّع مع الدولة، وطلبت من المسؤولين في الشركة إدارة المضخات لسحب المياه إلى المستنقعات، إلا أن المسؤولين في «سيتي بلو» رفضوا ذلك لأنه يرتب كلفة عالية ثمناً للمازوت في وقت لم تجدد الدولة العقد. علماً أنّ مجلس الإنماء والإعمار الذي تبلّغ من «سيتي بلو» وقف أعمالها، طلب منها الاستمرار في تسيير الأعمال في المطمر باعتباره مرفقاً عاماً.
من جهة أخرى، تواصل «سيتي بلو» تنفيس الغازات المنبعثة من المطمر بنسبة 25% حتى لا يُشكل مصدراً للخطر.