اكتسح حزب القوات اللبنانية تمثيل المقاعد في انتخابات الهيئة الطالبية في جامعة سيدة اللويزة لعام 2022-2023. أكل البيضة كلّها: 24 مقعداً من أصل 26، وترك لحزب الكتائب «قشرتها»، أي مقعدين فقط. أما التيار الوطني الحر الذي عاد إلى «المواجهة» بعدما قاطعها في العام الماضي، والنادي العلماني الذي لم تثنه خسارته كل المقاعد التي ترشح إليها السنة الماضية عن خوض الاستحقاق الانتخابي هذا العام، فخرجا من المولد بلا حمص.ليس جديداً على حزب القوات أن يكون الفائز الأوّل في الانتخابات الطالبية في سيدة اللويزة التي تحمل رمزية خاصة في الوسط المسيحي. العام الماضي فاز بـ24 مقعداً من أصل 27، أي بنسبة 88%. لكن هذه السنة، توقع الجميع أن يزاحمه التيار الوطني الحر على مقاعد، حتى «القوات» نفسها وصفت، على لسان رئيسة نادي «ديبايتس» الذي تمثله تيا أبو جلد المنافسة بالـ«خطرة»، بعد عودة التيار البرتقالي إليها، بخاصة في كليتي الإدارة والهندسة. فكانت المفاجأة، حصد التيار صفر مقاعد من أصل 11 مقعداً ترشح إليها. واستولت القوات على غالبية المقاعد (24) بعدما ترشحت على جميع المقاعد الـ26 الموزعة على 7 كليات. وحصد حزب الكتائب مقعدين من أصل 19 ترشح إليها.
أما النادي العلماني الذي تسجل رسمياً عام 2019، وخاض السنة الماضية أول استحقاق انتخابي له، مترشحاً على 4 مقاعد من دون أن يوفّق في فوز أي منها، أعاد هذه السنة التجربة وترشح على 11 مقعداً موزعة على 5 كليات، وتلقى الهزيمة ذاتها: صفر مقاعد. حاول التيار الوطني الحر وحزب الكتائب أخذ النادي العلماني إلى صفهما، «فعرضا علينا التحالف لكننا رفضنا لنحافظ على مبدأ استقلاليتنا التامة عن أحزاب الطوائف»، بحسب رئيسة النادي العلماني منار سليمان.
جرت المنافسة بين كلّ من: النادي العلماني، النادي الاجتماعي التابع للتيار الوطني الحر، نادي ديبايتس الذي يمثله حزب القوات، ونادي ديسكوفيري الممثل من قبل حزب الكتائب. واعتمدت الجامعة النظام المختلط بحسب حجم الكلية، حيث طُبّق النظام النسبي وفق آلية اللوائح المفتوحة ذات الصوت التفضيلي الواحد في الكليات التي تضمّ أكثر من 300 طالب، واعتُمد النظام الأكثري وفق آلية «الصوت الواحد للشخص الواحد» في الكليات التي يقلّ عدد طلابها عن الـ300.
انطلق التصويت حضورياً في حرم الجامعة في زوق مصبح عند الثامنة صباحاً، واستمر حتى الرابعة عصراً. ثم بدأت عملية الفرز بالاستعانة بنظام الماسح الضوئي Scanner مع وجـود مستند ورقي لأصـوات الناخبين يطبع مباشرة بعد الاقتراع بها يدوياً في الصندوق، بما يســاعد في التأكــد مــن النتائــج فــي حــال حصــول أي إشكاليات تقنيــة عند فرز الأصوات إلكترونياً. قامت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات «لادي» بمراقبة «دقيقة للعملية الانتخابية منذ اللحظة الأولى وحتى النهاية والتي جرت ضمن نظام انتخابي إلكتروني يؤمن خصوصية الطلاب»، كما ينقل منسق لادي في كسروان- جبيل ربيع رعيدي.
للنادي العلماني ملاحظاته حول سير العملية الانتخابية، تبدأ رئيسته بالخطأ في كتابة اسمها كمرشحة عن مقعد في كلية الفنون، الأمر الذي «خسّرني أصوات»، ما سيدفعها إلى الطعن بنتيجة الانتخابات. وتشرح: «كتب اسمي من دون الشهرة، وتأخر تصحيحه حتى الساعة الحادية عشر والنصف عندما بلغت نسبة المشاركة 52%، لذلك أخبرني البعض عن تصويتهم بورقة بيضاء بدلاً من التصويت لي». وتضيف: «هناك ضغوطات مارستها الأحزاب المشاركة في الانتخابات على الطلاب للتأثير في خياراتهم».