على ما يبدو، شيئاً فشيئاً، يخضع نواب «التغيير» لقواعد اللعبة وللتفاهمات السياسية التي تحكم مجلس النواب. فبعدما كان «أول دخولهم» إلى المجلس، في جلسة انتخاب رئيسه ونائبه وهيئة مكتبه، في اتفاق خاسر مع حزبَي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي لدعم مرشح المختارة غسان سكاف لمنصب نائب رئيس المجلس في وجه النائب الياس بوصعب، فضّل «التغييريون» هذه المرة التفاهم مع رئيس المجلس نبيه بري مباشرة، أو بالأحرى مع من كلفه الأخير القيام بالاستشارات اللازمة للوصول الى توافق قبيل جلسة انتخاب اللجان النيابية اليوم.أول من أمس، تريث هؤلاء في إعطاء أي تصريح يؤكد توصّلهم الى تسوية مع الكتل السياسية لتأمين وجودهم في اللجان أو الذهاب الى انتخابات يمكن أن تضعهم خارجها. لذلك انتظر النواب الـ ١٣ الطرح الذي سيقدّمه لهم أمين سر المجلس النيابي عدنان ضاهر لهم للبناء عليه. وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر سياسية مكلفة التشاور معهم أنه تم التوصل الى «صيغة مرضية للجميع»، تقضي بمنح «التغييريين» عضوية في لجان كثيرة تضم عدداً كبيراً من الأعضاء، على أن يحصلوا أيضاً على رئاسة لجنة «متوسطة الأهمية» هي لجنة الإعلام والتواصل، يُرجّح أن تؤول رئاستها الى النائبة بولا يعقوبيان. فيما لم تنجح مساعيهم لمنح النائبة نجاة عون رئاسة لجنة البيئة. ولا تزال المفاوضات مستمرة إلى ما قبل انعقاد الجلسة.
من جهة أخرى، توافق التيار الوطني الحر مع حركة أمل وحزب الله والقوات والاشتراكي على تقاسم اللجان بشكل يتشابه والتقسيم السابق، ما يشير الى سير عملية تشكيل اللجان اليوم بسلاسة، على أن يحدد موعد بعدها لانتخاب رؤسائها.