في وقت يُنتظر تبلور قرار الرئيس سعد الحريري بشأن خوض الانتخابات النيابية من عدمه، لتتضح على ضوئه خريطة تحالفاته، يبدو أنّ تيار المستقبل قرّر قطع الطريق أمام أيّ فرصة للتحالف مع «القوات اللبنانية» معلناً أنّها باتت «حليفاً سابقاً».
وقد عبّر عن هذا الموقف، أمينه العام، أحمد الحريري، الذي شنّ هجوماً لاذعاً وغير مسبوق على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، داعياً إياه إلى ترك الأكثرية السنية «بحالها».

وبدا من تصريح الحريري حجم الاحتقان «المستقبلي» تجاه جعجع بسبب فصله «بين الأكثرية السنية وبين قيادتها السياسية»، معتبراً أنّ المقصود بهذا الفصل «حتماً تيار المستقبل»، ما يشي بتخوّف لدى التيار الأزرق من استحواذ جعجع على الأصوات السنية واستغلاله تراجعه وغيابه عن الساحة.

وقد أتى هذا الهجوم رداً على ما قاله جعجع حول أنّ «الأكثرية السنية هم حلفاؤنا بطبيعة الحال على المستوى الشعبي لا القيادي، وكل من لديه نفس طروحاتنا سيكون هناك انسجام معه، والأمور لم تعد تحتمل هدنات».

واعتبر الحريري أنّها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها جعجع «الفصل بين الأكثرية السنية وبين قيادتها السياسية، إذ يعتبر أنّ الأكثرية السنية حلفاء له على المستوى الشعبي وليس على المستوى القيادي»، معتبراً أنّ «المقصود بهذا الفصل حتماً تيار المستقبل وقيادته، إلا إذا كان د. سمير جعجع يعتبر أنّ بعض الفتات السياسي الذي يغازل معراب بات يشكّل أكثرية يُعتدّ بها وفي الإمكان تجييرها بالجملة أو المفرق كي تصبح تحت خيمة القوات».

ووجّه الحريري «نصيحة من حليف سابق للحكيم»، قائلاً: «إلعب في ملعبك كما تشاء وعش الأحلام التي تتمناها، لكن اترك الأكثرية السنية بحالها وتوقّف عن سياسة شق الصفوف بينها وبين قيادتها السياسية، النصيحة كانت بجمل لكنها اليوم ببلاش!».