«مكانك راوِح»، بهاتَين الكلمتين يمكن اختصار كلمة رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، التي ألقاها اليوم، عشيّة العام الجديد. هذه الكلمة التي هدف من خلالها إلى «مصارحة اللبنانيّين»، لم تحمل أيّ جديد سوى ملاقاته رئيس الجمهورية، ميشال عون، بالدعوة إلى طاولة حوار وطني. فرئيس الحكومة يؤكّد أنّه سيراوح مكانه ولن يستقيل طالما أنّ هذه الخطوة ليست بمثابة حلّ وقد «تساهم بمزيد من الخراب»، ويتشبّث بموقفه بعدم الدعوة إلى انعقاد مجلس الوزراء بذريعة أنّ «مكوّناً أساسياً لا يحضر الجلسات»، من دون أن يفته اعتبار أنّ ذلك «يشكّل خللاً بنيوياً في عمل الحكومة لا يمكن تجاهله أو التغاضي عنه».
وفي اعتراف واضح بعقد صفقات ومقايضات بين الأفرقاء السياسيّين وبإشراف دولي، قال ميقاتي إنّه لا يقايض «عقد مجلس الوزراء بأيّ تسوية غير مقبولة وطنياً ودولياً، وأيّ تسوية على حساب المؤسّسات لن أسير بها».

وفيما اعتبر أنّ «الدستور وُجد لمنع التعطيل»، وأنّ «القوانين هي المرجع الصالح لحلّ الخلافات»، كرّر الدعوة إلى «إبعاد القضاء عن التجاذب السياسي وصون استقلاليته للحفاظ على أحد أهم ركائز الوطن»، ودعا إلى أن تكون معالجة قضية التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت ضمن الأطر الدستورية والقانونية.

ودافع ميقاتي ضمناً عن حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، في وجه الدعوات والمساعي لإقالته لا سيما من رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، وقال رداً على سؤال «بالحرب ما فيك تغيّر ضباطك».

وفي موضوع الانتخابات النيابية والرئاسية، رأى ميقاتي أنّها «ستعيد رسم المشهد السياسي الداخلي»، ولفت إلى أنّه وقّع اليوم مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب وأحاله إلى رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أنّ رئيس الجمهورية سيوقّع المرسوم و«اتفقنا مع عون على تاريخ 15 أيار لإجراء الانتخابات».

ودعا إلى العودة لسياسة النأي بالنفس «التي تحفظ وطننا وتحمي علاقاته مع المجتمع الدولي والعالم العربي»، معتبراً أنّ «المهم هو تفاهم داخلي من خلال طاولة حوار لتمتين علاقات لبنان العربية ولا سيّما مع دول الخليج وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو الإساءة إليها».

وأكّد ميقاتي أنّه سيعمل «بكل جهد» لإقرار الموازنة العامّة وخطة التعافي الاقتصادي وإجراء الانتخابات النيابية.

وفي موضوع استجرار الكهرباء، وعد ميقاتي بالوصول قريباً إلى تغذية كهربائية بمعدّل 10 ساعات يومياً.

ورداً على سؤال حول ما يُحكى عن «نفوذ إيراني» في لبنان، قال ميقاتي إنّ «لبنان دولة مستقلة وحزب الله حزب سياسي موجود على الساحة اللبنانية كما غيره، ولا أعترف بنفوذ أيّ دولة أجنبية على الأراضي اللبنانية».