بدأ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم، زيارة رسمية إلى لبنان، سيؤكد خلالها «دعم أسرة الأمم المتحدة برمّتها» للبنان وشعبه، ويُفهم القادة السياسيين أن «هذه اللحظات هي آخر فرصة لهم لكي يتّحدوا».
واستهل غوتيريش زيارته من قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون. وكان غوتيريش قد وصل ظهر اليوم إلى مطار بيروت الدولي، وقد كان في استقباله وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب. وفي أول تعليق له، قال الأمين العام إنه إذا أراد وصف زيارته إلى لبنان بكلمة واحدة «ستكون كلمة تضامن».



وسيلتقي الأمين العام، خلال زيارته، بمسؤولين حكوميين، فإلى جانب رئيس الجمهورية، سيلتقي كلّا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، إضافةً إلى عدد من القادة الدينيين وممثّلين عن المجتمع المدني.

كما سيزور الأمين العام مرفأ بيروت للوقوف دقيقة صمت تكريماً لأرواح ضحايا الانفجار الذي وقع في آب 2020. وسيقوم، أيضاً، بزيارات ميدانية للقاء متضرّرين من الأزمات المتعدّدة التي يواجهها لبنان.

وفي ختام الزيارة التي من المقرر أن تنتهي الأربعاء المقبل، سيتوجّه الأمين العام إلى الجنوب لزيارة الـ«يونيفيل»، وللقيام بجولة على الخطّ الأزرق.

وبعد الإعلان عن زيارته، وجّه الأمين العام كلمةً مصوّرة للبنانيين أشار فيها إلى أن «إيحاد الحلول الدائمة لا يمكن أن يأتي إلى من قلب لبنان»، داعياً القادة السياسيين إلى «وضع الشعب محطّ اهتمامهم في المقام الأول، وتنفيذ الإصلاحات اللّازمة لإعادة لبنان إلى مساره الصحيح، بما في ذلك بذل الجهود من أجل تعزيز المساءلة والشفافية واجتثاث الفساد».



وتتزامن زيارة الأمين العام إلى لبنان مع أزمات سياسية مفتوحة، أكان على صعيد أزمة المحقق العدلي وانعكاساتها على الحكومة، أو على صعيد قانون الانتخابات الذي يفترض أن يبتّ «المجلس الدستوري» في الطعن المقدّم به خلال الأسبوع المقبل، وهو ما سيحدّد المسار الذي سيسلك فيه استحقاق الانتخابات النيابية، وصولاً إلى عرقلة التحقيق الجنائي من قِبل حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، والسّعي إلى إقالته.

وتحلّ زيارة الأمين العام فيما تتفاوض الحكومة مع «صندوق النقد الدولي» الذي يعمل حالياً على تقييم أرقام لبنان الرسمي لخسائر القطاع المالي، والتي تُراوح بين 68 و69 مليار دولار أميركي، وفق ما أعلن نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي.

وكان غوتيريش قد أجاب على سؤال صحافي، الخميس الفائت، حول خطة الأمم المتحدة لوقف التدهور الاقتصادي في لبنان، بقوله إن «ما من سبيل أمام لبنان ليتجاوز محنته ما لم يتفهّم القادة اللبنانيون أن هذه اللحظات هي آخر فرصة لهم لكي يتحدوا».

وفي هذا الصدد، شدد غوتيريش على «ضرورة أن يجتمع القادة السياسيين في لبنان معاً، في المقام الأول»، مؤكداً «أهمية وحدة القيادة اللبنانية في سبيل إمكانية التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وبدعم من المجتمع الدولي، وإمكانية إطلاق برامج فعالة وخلق الظروف اللازمة للتعافي ومساعدة الشعب اللبناني واللاجئين».