«الأزهر» يرهب جريدة «المقال»: كلّنا إبراهيم عيسى

  • 0
  • ض
  • ض

يبدو أنّ مؤسسة الأزهر الدينية لم تكتف بسجن الباحث الشاب إسلام بحيري٬ وقبله التحريض على المفكر فرج فودة. في بيان أصدره قبل أيام، شن الأزهر هجوماً وصل إلى حد التكفير الضمني لجريدة «المقال» المصرية وكتّابها على رأسهم رئيس التحرير ابراهيم عيسى، ووصفهم بالظلاميين! وجاء البيان كرد من مشيخة الأزهر بعد أربعة أشهر على نشر مقال في «المقال» (بتاريخ 15 ديسمبر 2015) بعنوان «النبي – صلى الله عليه وسلم – منع رواية الأحاديث النبوية وكتابتها» للكاتب عصام الزهيري. وجاء في بيان الأزهر: «بمتابعة بعض الجرائد والمقالات التي تكتب حول تراثنا الديني، وجدنا عبثاً لا يمكن غض الطرف عنه، ومن الجرائد التي تابعناها جريدة «المقال» التي ضمت مجموعة من الكتاب الذين لا بضاعة لهم من العلوم التي دونوا عنها في الجريدة، فأتوا بالعجب العجاب». من جهته، قال عصام الزهيري لـ «الأخبار»: «تصوري أنه لا تزال في الأفق سنوات سيظل فيها الأزهر يفكر بعقل ما قبل المطبعة وبزوغ الوعي الحديث وظهور الرأي العام. المفهوم الذي تدور حوله تصريحات أساتذته عن التخصص ليس بمعنى ابتكار منهجيات نقد المعرفة الدينية ورفد العقل المجتمعي بأطر التفكير الأقدر على إنتاج قيم المعرفة واستثمار طاقة الإيمان الديني استثماراً فكرياً مبدعاً، لكنها معان لا تزال تدور حول المفهوم الكهنوتي الاحتكاري للمعرفة الدينية. وهي مسألة رجعية ومتحجرة وقاسية في عصر التواصل الجماهيري والتدفق المعلوماتي. لذلك، فقد تميز رد المرصد الأزهري على «المقال» بالتجزئة والاتهامية، فالتجزئة ناتجة من عدم القدرة على إدراك الإشكاليات العامة التي يطرحها هؤلاء الكتاب النابهون وتمثل عوائق صلبة في طريق تجديد المعرفة الدينية واستيعاب الدين استيعاباً عصرياً ينتج قيم الحضارة لا قيم البداوة والتوحش والهمجية، ولا يتناقض مع أسس العقلانية والحرية والروح العلمي. الإشكالية الأساسية المطروحة على صفحات جريدة «المقال» تتعلق بسؤال: كيف يمكن أن يتحول الإيمان إلى طاقة بناء حضارية متسقة مع ما توصل إليه العقل البشري والمعرفة الإنسانية من طفرة علمية ومنهجية وفكرية؟ ويجري طرح هذا السؤال بشكل حر ومفتوح بالغ الحيوية والتنوع والإبداع وبشكل يومي. لذلك تعد هاتان الصفحتان اليوميتان بعنوان «يرحمكم الله» في جريدة «المقال» من أهم ما جادت به الصحافة المصرية منذ «25 يناير»، وغذت بهما العقل الديني المصري والعربي والإسلامي».

0 تعليق

التعليقات