«ساندوا فيمن ﺃلجيريا» FEMEN Algeria، هكذا كتبت حركة «فيمن فرنسا» التي تقودها الناشطات الاوكرانيات على الفايسبوك الاسبوع الماضي وأرفقن هذا التعليق برسم كاريكاتوريّ تظهر فيه امرﺃة منقّبة تحمل لافتة تعلن وصول الحركة النسوية نفسها (ظهرت قبل خمس سنوات في كييف) إلى البلاد العربية. حادثة الناشطة التونسية ﺃمينة تيلر (الأخبار 25/3/2013) التي اختفت بعدما نشرت صورتين عاريتين لها على مواقع التواصل الاجتماعي، أخذت في الايام الماضية بعداً عالمياً وشغلت كبريات الصحف. قضية أمينة كانت سبباً في حشد الدعم الداخلي في الجزائر، والتعجيل في تأسيس فرع للحركة النسوية «فيمن» في بلد المليون ونصف المليون شهيد. أطلقت تلك الحركة صفحة لها على الفايسبوك، وأعلنت عن ولادتها في الجزائر العاصمة وجمعت حولها ناشطات من مختلف الاعمار، مؤكدة أن علاقتها بالحركة الأم ليست سوى علاقة الاسم، انطلاقاً من قناعة أن النسوية موجودة سلفاً في البلد وقد حان الوقت لاحيائها من جديد.

كتبت «فيمن ﺃلجيريا» في بيانها التأسيسي «ﺇنّ التظاهر بصدر عار ليس سوى رسالة غضب واحتجاج ورغبة من المرأة في ﺇسماع صوتها». وتعتقد مؤسِّسات الحركة بأنّ الدافع الحقيقي وراء التفكير في تأسيس فرع للمؤسسة في الجزائر في هدا التوقيت تحديداً، هو توسّع نشاط الجماعات الاسلامية في الشارع وفي الحياة العامة وتزايد عمليات الاغتصاب والعنف الممارس يومياً على النساء. بل انتقل العنف مند فترة وجيزة إلى الاطفال الصغار. فقد شهدت الجزائر في الشهرين الماضيين عمليات اغتيال منظمة لم يسبق لها مثيل استهدفت أطفالاً في مدينتي تيبازة وقسنطينة وغيرهما. وفي ظلّ هذا الوضع، وجدت «فيمن ﺃلجيريا» سبباً مقنعاً لإعلان ولادتها وانطلاق نشاطها في مواجهة التطرّف الديني والاخلاقي. وفي الفترة الاخيرة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف اليومية بالتعليقات حول ولادة تلك الحركة التي راوحت بين الرفض والتأييد للفكرة. وعلّق ﺃحد الصحافيين قائلاً: «لقد وقعن في الفخ الاوكراني»، متحدثاً عن الناشطات الجزائريات. وتساءل موقع Algérie Focus عن مدى تقبّل المجتمع الجزائري لحركة مثل «فيمن»، مستنتجاً: «للحركة النسوية في الجزائر حدودها وقواعدها. من الممكن التظاهر ودخول السجن، ولكن من غير المعقول لامرأة ﺃن تتعرّى. امرأة عارية ومهما كانت الرسالة التي تحملها، تظلّ عارية». من جهتها، باركت صحيفة Algérie news ولادة الحركة واعتبرتها «خطوة نحو الأمام»، متمنيةً توسيع نشاطها. وعلى غرار نظيرتيها في تونس والمغرب، تقابل «فيمن ﺃلجيريا» بحساسية المجتمع الجزائري الذي يرى في جسد المرأة كلّه «عورة» ولن يتقبّل النظر ﺇليها عارية الصدر. كما أنّ ما حصل مع ﺃمينة، قد ﺃثر سلباً في الناشطات في المغرب العربي إجمالاً، لكنهن يقلن في رسائلهن وتعليقاتهن إنّهن لن يضيّعن ﺃول فرصة لهن للاحتجاج بصدور عارية على تطرّف المجتمع الجزائري الحالي.