على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مقالة طويلة (تبجيليّة) في «نيويورك تايمز» عن ريما بنت بندر بن سلطان. السفيرة السعوديّة تستعين بشركة «إل.إس.2» للعلاقات العامّة لتحسين صورة المملكة هنا ضمن اتّفاق يصل إلى 56 مليون دولار من ميزانية الدعاية والعلاقات العامّة وشراء الثناء. ريما تختلف عن عمل والدها، وتعترف أنّ كولن باول نصحها بعدم تقليد والدها في السفارة. هي تسافر وتجول في عرض البلاد وتلتقي بسياسيّين محليّين كي تعطي صورة مختلفة عن المملكة. محمد بن سلمان لم يغيّر في حكم المملكة إلا في مجال العلاقات العامّة ومخاطبة الغرب. تعيين امرأة في واشنطن هو ضمن ألاعيب كسب المعايير السطحيّة للنخبة السياسية والإعلاميّة. طبعاً، عندما تكون الدولة ثريّة وتنفق على مراكز الأبحاث وكسب الإعلاميّين ودعوتهم في طائرات خاصّة إلى الرياض، فإنّ المعايير على نمط الحكم تكون رخوة. الغرب يهمّه نزع الحجاب أو جعله جزئيّاً، ولا يهمّه سجن مناضلات ونسويّات. تتحدّث عن علاقتها بالسيناتور الجمهوري اليميني، لنزي غراهام (الذي زار «إسرائيل» خمس مرّات منذ «طوفان الأقصى» للتضامن والمؤازرة في الإبادة). غراهام قطع مع محمد بن سلمان بعد اغتيال خاشقجي، وحلف أغلظ الإيمان بأنه لا يمكن التفاهم مع محمد بن سلمان، ودعا إلى استبداله وتوجّه بذلك إلى العائلة الحاكمة. ريما التقت به وبشّرته بصفقة طائرات بوينغ تصل قيمتها إلى 37 مليار دولار، على أن يُجمّع الطائرات عمّال من ولاية جنوب كارولينا، أي ولاية السيناتور غراهام. على الفور وعلى عجل، طارَ غراهام إلى الرياض حيث استقبله محمد بن سلمان نفسه وتلقّى الأخير شكراً وتبريكاً من السيناتور المبدئي على صفقة الطائرات، ولم يعد اسم خاشقجي يرد على لسان السيناتور الخطير. هذا النوع من السياسة يعطي صورة عن عمل ديموقراطيات الغرب، وكيف أنّه يسهل على الديكتاتوريّات الثريّة أن تصل إلى قلوب المشرّعين بصرف النظر عن الأهواء الأيديولوجية، يساراً يميناً أو وسطاً. ومدّ السفير الإماراتي يوسف العتيبة (الصديق الحميم للسفير الإسرائيلي في واشنطن) يد العون إليها. والعتيبة يعمل بناءً على مبدأ: اللوبي الإسرائيلي هو قلب العروبة النابض في واشنطن.

0 تعليق

التعليقات