على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

يلعب الفريق الانعزالي (وهو متعدّد الطوائف ويضم الكتائب والقوّات وكل من تبقّى من 14 آذار والتغيير والثورة، أي جماعة السعودية والإمارات في لبنان) لعبة خطرة. يتطوّع في حمأة الحرب لتقديم إخباريّات وإحداثيّات للعدوّ الإسرائيلي. ورئيس بلدية رميش أضاف صوته، وقال الشيء وعكسه. هناك تاريخ لدورَيْ رميش وعين إبل في الحرب، والتعامي بحجّة مراعاة الحساسيّات الطائفيّة، يعني الحزب لأنّ تركيبته طائفيّة. ولهذا السبب لم يدفع باتجاه محاسبة ومحاكمة ومعاقبة عملاء وإرهابيّي إسرائيل في لبنان. صحيح أنّ العمالة ليست حكراً على طائفة أو مذهب أو دين (يكفي العودة إلى الرئيس المؤمن أنور السادات). وصحيح أنّ اليمين الانعزالي روّج لأرقام خياليّة عن التركيبة الطائفيّة لجيش لحد، لكنّ عين إبل ورميش كانتا معقلَي جيش الإرهاب والموساد في لبنان. هذا لا يشين كل الأهالي، طبعاً. لكن الكثير من السيّارات المفخّخة ومدفعيّة العدوّ انطلقت منهما، وهناك فيهما من بدأ بالتواصل مع العدوّ قبل اندلاع الحرب الأهليّة. لا تنفع المكابرة. وبعد عام 1982، عمّ التواصل والتعامل مع العدوّ في أوساط كل الطوائف في الجنوب. في بداية الحرب الأهليّة، تولّت الكتائب والأحرار تنفيذ مشروع إسرائيلي خطير. خسرت المليشيات تلك الحرب واضطرّت مهزومة للاستنجاد بالجيش السوري أوّلاً، ثم بالجيش الإسرائيلي (يروي أرييل شارون في مذكراته كيف أنّ «الصخرة»، بيار الجميل، كان ينتحب وهو يطلب المزيد من المساعدات العسكريّة). بات المشروع اليوم أخطر لأنّ فريق المقاومة هو لبناني أصيل، ولا يمكن استعارة شعارات العنصريّة ضد منظمة التحرير في وجهه عبر المطالبة بترحيله عن لبنان. وأهل الجنوب (في أكثريّتهم الساحقة، والانتخابات منذ عام 1992 تؤكّد) مع خيار المقاومة. الحديث عن الأرقام دائماً يزرع الريبة في قلوب الفريق الذي تذرّع بأرقام المستعمر عن أكثريّته لتسويغ نظام فصل وامتياز طائفي بغيض وصريح. لكن الديموقراطيّة هي أرقام، والذين ينادون بها يجدون تبريرات خليجيّة لتعطيلها وتعليقها في ما يتعلّق بجنوب لبنان وبكل لبنان في ما يتعلّق بمقاومة إسرائيل. أدّى المشروع الانعزالي الأوّل إلى أكبر تهجير للمسيحيّين من لبنان، وعسى أن يتوقّف المشروع الثاني.

0 تعليق

التعليقات