على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مات الأبيض. مات الأشقر. مات جندي يحمل الحضارة الغربيّة. الحزن لفّ البلاد. فليرحل كل أهل الجنوب عنه كي نحتضن أيرلنديّين ونرويجيّين وسويديّين وكل البيض من الدول التي زرعت إسرائيل بيننا وسلّحتها في مراحل عدوانها المستمرّ. كان شديد البياض، مثل اللبنة واللبن والرز بحليب. كان أبيض مثل ثلج لبنان وأكثر. كان أشقر. أشقر مثل الذهب في حوزة رياض سلامة. العيون ملوّنة: قد تكون زرقاء أو خضراء مثل عيون الأوروبيّين الذين نعبدُ. هو طبعاً أداة في مؤامرة أكبر منه، مثل أنّ كل الناحبين أدوات صغيرة في مؤامرة أميركيّة ــ إسرائيليّة ــ خليجيّة أكبر منهم. أن يكون نعي إبراهيم منيمنة بنفس صيغة نعي سمير جعجع وبنفس نعي الإعلام السعودي يشرح الكثير. مات أبيض بين الملوّنين السود والسمر. مات بين هؤلاء الجنوبيّين الذين صوّرهم مارون بغدادي بوجوه فيها مرافئ للذباب. الجنوب للبيض لا للجنوبيّين. ألبير كوستانيان لديه مشروع متطوّر كي يحرف أهل الجنوب عن مشروع المقاومة وينجذبوا إلى مشروع اللوبي الصهيوني الذي يروّج له في برنامجه. يريد هذا المتطوّر أن يفصل بين المقاومة وبين أهل الجنوب، وسيتوفّق في مسعاه ليس لأنّ هناك الغزير من التمويل الغربي لكل حامل مشروع مثيل، بل لأنّ عقيدته الكتائبيّة الانعزاليّة فيها الكثير مما يغري أهل الجنوب، خصوصاً السبت الأسود وتهجير الشيعة جماعةً من النبعة. لبنان منقسم منذ التأسيس: بين من يريد أن يُلحق لبنان بإسرائيل ومن يريد أن يلحقه بفلسطين. ولم تثبت طائفة على موقف منذ التأسيس. ليس من طائفة متفوّقة على أخرى. الشيعة في أذربيجان من خلال النظام القائم يتحالفون مع إسرائيل ويوقّعون اتفاقيّات لاحتضان المزيد من قواعد الموساد. بعد إعلان التحالف الإماراتي مع إسرائيل، تغيّر كل شيء في لبنان. هرعت غالبية الطبقة السياسيّة ـــــ من ضمنها إعلاميون وساسة من 8 آذار ـــــ للارتباط بإسرائيل. الجنوب ينغّص فرحتهم بالتطبيع. سينغّص باستمرار، كي ينعم الجنوب بالسلام والكرامة، بفضل أهله وليس بفضل اليونيفل التي وقفت متفرّجة على مواكب من الاجتياحات الإسرائيليّة المتوالية. مَن يبكي شهداء الجنوب وفلسطين؟ ليس هؤلاء، حتماً.

0 تعليق

التعليقات