على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الهيصة حول الطائف تتعاظم. الكلّ يقسم أغلظ الأَيْمَان بالطائف. وا طائفاه. لكنّ الطريف أن ينسى السفير السعودي (وكلّ أتباعه ومريديه الذين اكتظّت بهم القاعة في الأونيسكو) أنّ هناك قسماً في الطائف يتعلّق بعلاقات مميّزة ووثيقة بين سوريا ولبنان. أصبحت السعودية هي الشقيقة وليس سوريا (وردت عبارة «السعوديّة الشقيقة» في كلام المطران بولس مطر في مهرجان البخاري). أي أنّ المنادين بضرورة التمسّك بالطائف، وبصرامة شديدة، أدخلوا تعديلات عليه لجعل السعوديّة هي الوصيّة الراعية الجديدة. والطائف، كاتفاقيّة (واحدة تتعلّق بالإصلاح الداخلي وأخرى تتعلّق بالعلاقات المميّزة مع سوريا) وُلدَ في سوريا في مفاوضات بين لبنان وسوريا (النظاميْن) في عهد الجميّل. كان ذلك بعد أن توصّلت دولة أمين الجميّل إلى اتفاق 17 أيّار. سُدّت الطرق أمام الجميّل بعد الثورة عليه. أراد الدخول إلى دمشق، مرّة أخرى، فاستعان بمهدي التاجر وهاني سلام. الاثنان فتحا أبواب دمشق له وطلب حافظ الأسد من الجميّل تعيين مندوب رئاسي. أصبح هاني سلام هو المبعوث وقاد وفداً تضمّن إيلي سالم وسيمون قسّيس فيما ضمّ الوفد السوري فاروق الشرع وغازي كنعان ووليد المعلّم ــــ دشّن ذلك أوّل إزاحة لعبد الحليم خدّام عن الملف اللبناني، وبطلب من سلام والتاجر في اللقاء مع حافظ الأسد. نتيجة اللقاءات العديدة، كان اتفاق الطائف، في حالة جنينية. والتقى حافظ الأسد مع أمين الجميّل في مؤتمر القمّة الإسلامي في الكويت في يناير 1987. بعد فترة، سافر أمين الجميّل إلى أميركا وفي خطبة له في هيوستن نسف الاتفاق وهدّد وتوعّد. نام «الطائف» حتى أعاد الاجتماع الشهير في الطائف السعوديّة إحياءه، بتسهيل من المال السعودي. لن تستمرّ الهمروجة حول الطائف كثيراً. سيتذكر البعض الشق المتعلّق بسوريا وسيطالبون بتنفيذه. في المقابل، سيسارع السفير البخاري إلى جمع الأتباع في الأونيسكو وسيطالبون فرادى وجماعة بتعديل الطائف على الفور وإلغاء القسم المتعلّق بالعلاقات السوريّة ــ اللبنانية واستبداله بقسم جديد يتعلّق بالعلاقات اللبنانيّة ــ السعوديّة. عندها، سيسارع وليد جنبلاط ومروان حمادة وفؤاد السنيورة وطلائع المجتمع المدني إلى تدشين مبنى للمخابرات السعوديّة في عنجر. وتدور الدوائر، من جديد.

0 تعليق

التعليقات