لم يعد هناك مجال للإنكار. التغييريّون بدأوا في التغيير: تغيير... صباحاً ومساءً. هناك أمثلة عدة على ذلك: تنسيق مع القوّات والكتائب ومع جنبلاط. التنسيق مع المملكة العربيّة السعوديّة التغييريّة. نسف مسعى من السفارة السويسريّة لجمع أطراف الصراع في لبنان. وضّاح صادق (التغييري الحريري وهو غير التغييري الجنبلاطي أو التغييري الكتائبي) ثارَ وصاح واحتجّ. كيف يمكن عقد لقاء من دون إذن السفارة السعوديّة؟ وأضاف أنّه لا يأتمر بأوامر السفارات، والصورة التي يبدو فيها يلثم (أو يكاد؟) يد السفير السعودي كانت من صنع الحرس الثوري الإيراني. وهناك وقفة للجميع في الناقورة وفيها دعوا للخط 29 لكن من دون عنصر قوّة. كيف؟ قالوا ــــ والقول على ذمّة التغييريّين العليمين ــــ إنّ مجرّد إيداع الخطّ عند الأمم المتحدة يفي: ستسارع إسرائيل إلى تسليم لبنان كل حصّته لأن إسرائيل ــــ حسب منطق بولا يعقوبيان وحليمة قعقور وملحم خلف والتغييريّين ـــــ تحترم القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق لأنّها دولة بنيت على القانون الدولي واحترام المواثيق. مجرّد وثيقة كانت تكفي فيما سارع حزب الله إلى إرسال مسيّرات فوق المنشآت الإسرائيليّة في عرض البحر لكنّ إسرائيل تخاف من وقفة التغييريّين على الناقورة أكثر من خوفها من مسيّرات وصواريخ الحزب. ووقّع التغييريّون مع سامي الجميّل وأسامة سعد عريضة (أيّ نسق من الناصريّة بات يمثّل أسامة سعد؟ أي سنة من حكم السادات هو يمثّل؟ حتماً بعد عام 1977 وليس قبله). طبعاً، بولا يعقوبيان ستسارع لتقول إنّ نقدي هنا هو بإيعاز من السلطة وخصوصاً من جيش جبران باسيل الإلكتروني، لأنّه لا يمكن لأحد أن ينتقدها من دون أن يكون باسيليّاً وفاسداً وفاقداً للحجّة، لأنّها تغييريّة وإن على نسق السبهان الذي كلّفها بمهمة إعلاميّة (غير أمنيّة) وقت احتجاز وضرب سعد الحريري (كان حراً في منزله، هي أخبرتنا). والتغيير ماشٍ وإن كان اعترى صفوفَه انقسام: هناك من يريد تغييراً أكثر من غيره. وملحم خلف يستطيع أن يظهر على الشاشات ويغيّر من مزاجنا.