على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نشيد ديني للشيعة أثار الكثير من اللغط. تاريخيّاً، كان من المسموح أن تظهر في الساحة العامّة الطقوس والاحتفالات المسيحيّة فقط. ليس من المقبول الاعتراف بذلك جهاراً، لكن لبنان قبل الحرب كان دولة مسيحية (غير مُعلنة). كان المسلمون فيها من درجة ثانية لأنّ دينهم كان من درجة ثانية. الدولة المسيحيّة التي أدارها شمعون وشهاب والجميل وإده حاربت تعلّم المسلمين وكانت تريد أن تبقى كليّة الحقوق في الجامعة اليسوعيّة الوحيدة في لبنان لأنّ مدارس المسلمين لم تكن تؤهّل لمعرفة لغة أجنبيّة تؤهّل لدخول جامعات الإرساليّات. في الستينيّات، بدأت الدولة بالتدريج ومكرهةً بالاعتراف بديانة أخرى. ومن ضمن تراتبية الأديان، كان الموقع الشيعي متدنيّاً جداً. ولم يكن للشيعة راعٍ فيما كانت كل دول الغرب ترعى يهود لبنان عن بعد وبحماية الدولة. لم تكن احتفالات الشيعة معترفاً بها. كانت تمرّ ذكرى عاشوراء صمتاً. ظاهرة موسى الصدر زرعت اعتزازاً شيعيّاً فيما كان زعماء الشيعة أتباعاً عند زعامات مارونيّة. هل كان تأسيس مجلس إسلامي شيعي هو الحل الأنسب أم أنّ ذلك باشر بزرع الشقاق بين المسلمين؟ ألم يكن أفضل لو تمثّلت كل الطوائف الإسلاميّة بمجلس واحد؟ هذا موضوع آخر، لكنّ الشيعة بدأوا يشعرون بثقة جماعيّة بالنفس وأصبحت أعيادهم مُعلنة وصادحة وصاخبة أحياناً: تماماً كما أنّ السود بعد الستينيّات باشروا بطقوس واحتفالات الزهو الجماعي. التحرّر يؤدّي إلى الإفراط في الاعتداد الجماعي بالنفس. لبنان بعد الانهيار (المُدار من محور خليجي ــ إسرائيلي ــ غربي) بات يتبرّم من مظاهر دينية للشيعة، لكنّ مشاركة الجيش في احتفالات دينية مسيحية وحمل طوّافات للجيش تماثيل للعذراء لا يثيران حفيظة المدنيّين المزعومين. لو أنّ طوّافات الجيش نقلت مشاركة في عاشوراء لكانت القيامة قد قامت. جمهور الثنائي الشيعي يردّ على التعصّب الديني الواضح ضد الشيعة وطقوسهم الدينيّة بالمزيد من فائض التعبير عن الشعور الديني والمذهبي. حريّة التعبير الديني يجب أن تشمل الجميع، لكنّ المساهمة في حقن التوتير الطائفي والمذهبي لا تفيد لا الطائفة المستهدَفة ولا السلم الأهلي.

0 تعليق

التعليقات