على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم يعرف بالنيترات؟ كيف؟ هو يراقب العدوّ ويرصد تحرّكاته ولا يعرف بالنيترات (الخاضعة لسلطة أمنيّة مباشرة من الجيش ومخابراته)؟ لا. كأن تقول إنّ الحزب لم يعرف بمخزون الحمّص والفول عند «بارود» في صور. الطريف في سرديّة أتباع النظاميْن السعودي والإماراتي وحكومات الغرب أنّهم يحاسبون الحزب (الذي لم يتولَّ يوماً وزارة أو مديريّة ذات طابع أمني أو عسكري أو دفاعي والذي لم يحصل على حصّة جهاز أمني في الدولة) عن تقصير وجرم يتعلّقان بمسؤوليّة غيره، من الحلفاء والخصوم. طبعاً، الحزب الذي انخرط في معركة ضدّ القاضي بيطار وفي الدفاع عن وزراء حلفاء كانوا في موقع المسؤوليّة ويستحقّون المساءلة بالرغم من تغطية غربيّة وخليجيّة مشبوهة لبيطار (ما بالك عندما يصدر عن أعضاء في الكونغرس بيانات دعم له؟ كيف تثق بهذا القاضي بعد ذلك؟)، يجذب الاتهام إليه. الحزب في تغطيته لوزراء حلفاء كأنّما هو يُمعن في الإصرار على المشاركة في وصمة فساد وتقصير لا تتعلّق به. لكنّ هناك بعض فقهاء إعلام التمويل الخليجي والغربي الذين يقولون: أنت تتابع مرفأ حيفا ولا تتابع مرفأ بيروت؟ الجواب بوضوح هو: قطعاً. الحزب معنيّ بكلّ ما يجري في فلسطين المحتلّة وليس في موقع للاهتمام بالمرافق والمجارير وسدود الماء في لبنان؟ لماذا تكون هذه مسؤوليّة حركة مقاومة ضدّ إسرائيل؟ كأن يحمّل أحدهم المقاومة الفرنسية مسؤولية انقطاع الماء في أحياء باريسيّة في الحرب العالميّة الثانية. لماذا الحزب لم يعلم بوجود صراصير في مطاعم في جبيل؟ لماذا لم يعرف أنّ السماء ستُمطر بعد غدٍ؟ هذا النوع من الأسئلة يفضح طارحيها. هم مجرّد أدوات للخارج الذي يقود مؤامرة علنيّة ضدّ حركات تقاوم إسرائيل ــــ والمؤامرة تعادي الحزب ليس لأنّه يغطّي على وزراء حلفاء بل لأنّه يعادي إسرائيل ويهدِّد مصالحها. لكنّ منطق شاشات السعوديّة والإمارات يقول: إذا كنت جديّاً في مقارعة إسرائيل، فعليك أن تكون الدولة بأمّها وأبيها ــــ وهو المتهم بالسيطرة على الدولة ــــ التي يسيطر عليها بالفعل أعداؤه.

0 تعليق

التعليقات