إلى سلمى أبو عفش
ها أنا أتلفّتُ إلى الأمام وإلى خلف
فلا أُبصِرُ إلا نوراً.
ها أنا أقرأ الحياةَ كمن يقرأ كفَّ طفلْ
وأُمسكُ الزمنَ بأصابعي
مثلما تُمسَكُ قطعةُ كهرمان.
ها أنا أتطلّعُ إليَّ... وأبتسم.

*
ليس لأنني أستحقّ
بل، فقط، لأنني وقعتُ في هذه الحياة:
الأبديّةُ أصغرُحقوقي.
.. ..
نعم، أنا خالدٌ من وجهةِ نظرِ أعضائي:
طالما أنا واقفٌ بين يديك
أنا واقفٌ في الأبديّةْ.
مع كلِّ شهقةٍ وزفرةْ
أشمُّ حضورَ اللّـه
وأتنفّسُ هواءَ الملكوتْ.
*
أنتِ!
أنتِ التي أُحِبّ!
أنتِ التي...
أحبُّ أصابعكِ الضعيفة، وفمَكِ البرعمَ، وأسنانَكِ الليّنةَ كأسنانِ البلبل!
أنتِ التي تستحقّينَ ما أحِبُّهُ فيكِ...
احفظيني في كتابِ ذاكرتِك
مثلما تُحفَظُ حشرةٌ في دمعةٍ من الراتنج.
احفظيني في دمعةٍ ضاحكةْ!
احفظيني في إناءِ نورْ.
*
قلبي ليس أبيضَ ولا أسود.
لا هو صالحٌ ولا شرّير...
لا عضلةُ فولاذٍ هو، ولا عجينةُ وَرْدْ.
قلبي عاديٌّ، صابرٌ حقيقيُّ، خجولٌ ومعافى.
قلبي يتكلّمُويفكِّرُويحلم.
قلبي يقول:
لأنكِ حاضرةٌ على الأرض
أنا وارثُ الأرضْ.
ومثلَ جميعِ قلوبِ الناسْ
قلبي يتعثَّرُويرتبِكْ
لكنهُ دائماًعلى صواب.
: قلبي رسول.
17/10/2012