عُبادة كسر
«صامدون هنا في عيترون، في حولا، في بنت جبيل»، و«حكاية فاطمة في بريتال»، و«عرس الجيش اللبناني في مدينة صور»، و«قلب الأم في مارون الراس»، و«أرض البطولات في وادي الحجير»، و«عاشق الشهادة في كفررمان»، و«العودة إلى تراب الجنوب»... هذه العبارات ليست أخباراً عن حرب جديدة، بل عناوين تضمنتها موسوعة «سلسلة الانتصار على الصهاينة» للأطفال.
السلسلة من 15 قصة، كتبها حسن ضاهر بأسلوب بسيط يحاكي عقول الأطفال، وقدّمت رسومها منى أبي عاد. ويمكن تصنيف هذه السلسلة في إطار الأدب الواقعي، باعتبار أن أبطالها ليسوا نسجاً من الخيال وإنما الحكايات مأخوذة عن قصص أبطال حقيقيين كالشهيدة فاطمة من بريتال (العروس التي كانت تنتظر مولوداً) والضابط الشهيد في الجيش اللبناني نداء أبو شقرا وصديقه النقيب حسن طراف وآخرون شاركوا في إفشال إنزال صور البحري، إضافة إلى قصص، أبطالها رجال من المقاومة الإسلامية وغيرهم. «جذبت هذه الموسوعة اهتمام الأهل والأطفال ممن يرتادون معرض الكتاب الثاني في البقاع ـــــ بعلبك الذي انطلق في الأسبوع الأول من تموز»، هكذا يصف مدير المعرض علي عز الدين مدى اهتمام الكبار والصغار في هذه الموسوعة التي تحقق حجماً كبيراً من المبيعات. يستمر معرض الكتاب الثاني في مدينة بعلبك لأكثر من شهر، وقد كان لحرب تموز حصة كبيرة من المجلدات والكتب، كموسوعة «خائبون» التي «تستقطب اهتمام كثير من الزوار». ويذكر عز الدين أن «الدورة الأولى من المعرض افتتحت السنة الماضية قبل العدوان بعشرة أيام، وكان الإقبال كبيراً، ما شجع على إعادة التجربة بعزيمة أقوى». والحديث عن إهمال المناطق الريفية يُذكر بأن الأطفال في بعلبك ومنطقة البقاع يفتقدون الفسح المخصصة لهم، ولا تنظم ورش ترفيهية وتثقيفية في بلداتهم. لذلك قد يجد بعضهم في الجناح المخصص لهم متنفساً للاستزادة من كتب تشكل أدوات معرفية وترفيهية في الوقت نفسه. كما إن زيارة المعرض ستكون بالنسبة إلى كثيرين نزهة جميلة. منذ مدة، غابت عن بعلبك المكتبات العامة أو المكتبات الخاصة التي تفتح أبوابها لكل الزوّار، وشكل هذا المعرض فرصة، روى أهالي بعلبك والبقاع من خلالها عطشهم إلى فسحة ثقافية جديدة، ويقول عز الدين: «الإقبال ممتاز هذه السنة». لقد طُعّم المعرض بجميع أنواع الكتب، بتشعب العلوم وتفرعها من إصدارات حديثة في الأدب، والشعر، والفلسفة، والدين، وعلم الاجتماع، والسياسة، والصحة وغيرها...، إضافة إلى قسم الأطفال الذي اعتبره عز الدين جيداً وأظهر مدى اهتمام أهالي المنطقة بثقافة أبنائهم وتعليمهم.