أحلام مستغانمي

تسرد الكاتبة الجزائرية المعروفة أحلام مستغانمي سيرتها الذاتية في روايتها الجديدة «أصبحتُ أنتَ» (دار هاشيت أنطوان/ نوفل). تحكي الكاتبة بأسلوب جذاب مقتطفات من حياتها ومذكّراتها، وتخبرنا عن سنوات المراهقة الجميلة ولحظة اكتشافها الحبّ البريء وبداياتها الأدبيّة مع الشّعر وبرنامجها الإذاعي الذي أطلقها في بلدها الأمّ الجزائر. تتطرق مستغانمي أيضاً إلى علاقتها بوالدها المناضل الجزائري وبوالدتها وتُحدّثنا عن عشقها الكبير للغة العربية وتشكُّل وعيها بقضايا الوطن الجزائري والعربي، وفرحة الاستقلال ونهاية الاستعمار الفرنسي. رواية «أصبحتُ أنت» رحلة في ماضي الكاتبة للتعرف إلى تفاصيل عائلية واجتماعية ووطنية تنطلق من الشخصي لكنها تعني الجماعة والمرحلة التاريخية على نطاقٍ أوسع. تبوح مستغانمي في هذا الكتاب بتفاصيل لم تُذكَر من قبل، وتُكرّم والدها الذي كان له الدور الأهم في إعدادها ودعم انطلاقتها، كما تُوجه رسالة حب صادقة للجزائر.

خالد بن صالح


يبحث «أحوال الأمل» (محترف أوكسيجين للنشر) الذي حرّره الشّاعر الجزائري خالد بن صالح عن الأمل، عبر الجغرافيا العربية المترامية، لمعرفة مدى حضورهِ في المعاش اليومي. يتضمّن الكتاب موادَّ مختلفة، تبدأ مع الكاتب الجزائري العربي رمضاني الذي ينطلق من ذكريات الطفولة وصولاً إلى لحظةٍ فارقة في تاريخ الجزائر وهي لحظة الحراك الشعبي. كذلك تعرّفنا الشّاعرة التونسية سماح البوسيفي إلى الأمل الذي يعود، بإصرار من يوصِله. فبعد سنوات طويلة من الخضوع، قامت ثورة من أجل الحرية! أمَّا الشّاعر السّوري أحمد م. أحمد، فيعتبر الأمل جسداً واحداً إذا اعتلَّ فيه عضوٌ استماتتْ بقيةُ الأعضاء في سبيل ترميمه. تسافرُ الجزائرية سلمى قويدر بين مدينتين، لتُعرّفنا إلى شخصياتٍ تتمسّك بالموسيقى كحتمية وجودية. نتعلم مع الكاتب الليبي أنيس البرعصي كيفية حفر قبر مصارع سومو بملعقةِ شاي. أما في فلسطين، فنكتشف مع رلى جريس حالات «سوء الأمل» الذي يكمن في معتقداتنا الخاطئة تجاه أنفسنا. أخيراً يكتب المصريان محسن البلاسي وغادة كمال قصة سريالية عن حيوان الأمل الذي ينمو جسدُه بالنزيف الدائم، وعن مسيرة التحرّر بالحبّ والتطلّع إلى الحرّية وضوئها الساطع.

ماثيو إس هوبر


«عبيد لسيّد واحد» (2015) للمؤرّخ الأميركي المعاصر ‫ماثيو إس هوبر الذي انتقل أخيراً إلى العربية (دار خطوط وظلال ــ ترجمة عمر إبراهيم وعين جودة)، يروي تاريخ العبودية في الخليج وشبه الجزيرة العربيّة في حقبة الإمبراطورية البريطانية. يضع الفصل الأول تاريخ نخاسة شرق أفريقيا ونمو الشّتات الأفريقي في شرق شبه الجزيرة ويُشكِّك في بعض الأساطير المحفوظة في الأدبيات الاستعمارية. يناقش الفصل الثاني صوراً عدة لاعتمادية شبه الجزيرة في القرن التاسع عشر على الأسواق العالمية وعلى عمالة العبيد، ويُظهر الفصل الثالث كيف كان الأفارقة ركيزة أساسية في صناعة اللؤلؤ الخليجية الضخمة. يناقش الفصل الرابع أوجه الحياة اليومية والأسرية للعبيد الأفارقة في الخليج. ويستكنه الفصل الخامس السياسة البريطانية المناهضة للعبودية عبر «المحيط الهندي»، مُركّزاً على حياة العبيد الأفارقة الذين حرّرتهم البحرية الملكية، موضحاً كيف شابهت حياتهم، نظراءهم المستعبدين في الخليج. ويوضح الفصل السادس كيف دفعت القوى الاقتصادية العالمية صناعة اللؤلؤ في الخليج نحو الانهيار الكارثي في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، وكيف أثّر هذا الانهيار على حياة العبيد.‬‬‬‬‬

أولريش براند وماركوس فسن


يتناول أولريش براند وماركوس فسن في «نمط العيش الإمبريالي: استغلال الإنسان والطبيعة في الرأسمالية العالمية» (2021) الصادر أخيراً في ترجمة عربية (مركز دراسات الوحدة العربية ـــ ترجمة بشار الزبيدي) موضوع استغلال الإنسان والبيئة في عهد الرأسمالية والنيوليبرالية. يحلّل الباحثان الألمانيان علاقة النظام الرأسمالي بأنماط العيش في بلدان الشمال والجنوب ويؤكدان أنّ نمط العيش السائد يحمل الصفة «الإمبريالية»، لأنه يتطلّب وصولاً غير عادل وغير محدود إلى مصادر الطاقة والقوى العاملة. يحلّلان نمط العيش الإمبريالي الذي يقوم على استغلال الشمال لبلدان الجنوب من أجل تأمين المعادن الثمينة الخام لكبريات الشركات الرأسمالية في دول الشمال المعولم التي تعتمد على الآلات وعلى الرقمنة التامة. يشير الباحثان كذلك إلى أن سياسة الاتحاد الأوروبي في تصدير المواد الزراعية المدعومة بقوة إلى أفريقيا، أسهمت في تدمير نمط الإنتاج عند صغار الفلاحين وزيادة البطالة والهجرة. يدعو المؤلفان إلى تبني «نمط عيش تضامني» قائم على العدالة وحماية البيئة والنضال من أجل ديمقراطية الطاقة والتحوُّل الأخضر والسيادة الغذائية وتمهيد الطريق إلى تحوُّل اجتماعي – بيئي يخدم الجميع، وخصوصاً البلدان الفقيرة.

رامي طويل


تخالف المجموعة القصصية الأخيرة للكاتب والسيناريست السوري رامي طويل «امرأة عند النافذة» (دار الساقي) توقّعات القارئ وتطلق العنان لمُخيلته من أجل استكمالها. على الرغم من تنوّع موضوعاتها وتشتت مآربها وعدم ركونها إلى نقطة ارتكاز واحدة، إلا أن غريزة الحزن تُحرّك كل قصة من قصص هذه المجموعة. حزن يتوارى خلف الضحك والخفة واللامبالاة. تتميز النصوص بغرائبية الأحداث والشخصيات، فكلّ قصة من قصص المجموعة مليئة بالهذيان وتنمُّ عن الحقيقة التالية: إن الوهم هو الأصل والواقع مجرد وجهة نظر في سرد لا يحفل في الكثير من الأحيان، إلا بإلقاء القبض على الأكثر عتمة في دواخلنا. أما أبطال هذه المجموعة برمّتها، فهم أقرب إلى كائنات يرتّبون شؤون موتهم منذ الأسطر الأولى للسرد، إذ إن النجاح المتألّق الذي يمكن لأيّ من هذه الشخصيات التباهي به، يكمن في النجاح في التصالح مع الموت، لكن هذا لا يعني نهاية القَصّ. ذلك أن المطوي والمنثني والصامت والمخبوء كل ذلك لا ينفك يطلّ برأسه. تضم مجموعة «امرأة عند النافذة» العديد من القصص منها: «القهوة»، و«سنضحك»، و«قصة النافذة»، و«المتحف» وغيرها.

يوسف الحسن


يعترف الباحث الإماراتي يوسف الحسن في كتابه «تأملات في ثقافة رديئة» (شركة المطبوعات للنشر والتوزيع) بأنّ المشهد العربي لا يُسِّر عدواً ولا صديقاً بسبب ما أصاب الثقافة من رداءة وتخلّ عن وظائفها الاجتماعية والإبداعية والفكرية. توضح التأملات في الكتاب كيف تمكّنت الثقافة الرديئة ومُسوّقوها، من إغرائنا بقبول تسلياتها النمطية السّلبيّة، وتشجيعنا على الإغفاء بدلاً من التيقظ والتركيز، ونشرت اللامبالاة والبلاهة في المجتمع بدلاً من الوعي والتفكير النقدي، فضلاً عن إغرائنا بالنظر إلى ما هو مبتذل ومَقيت وغير خاضع للقواعد الجماليّة والمعايير الأخلاقية. يسعى هذا الكتاب لدراسة الرداءة وتحليلها وتعريف عدد من أنماط الثقافات الرديئة والتأمل فيها وفي ظلالها الاجتماعية والسياسية بغرض نقدها وتجاوزها. يؤكد الحسن في هذا الكتاب أننا بحاجة إلى كشف الغطاء عن الرداءة وعمن يُلام على وجودها، وتعريتها قبل أن يتسع الثقب الأسود ويلتهم قِيم الإبداع والجمال والذائقة السّويّة. كما يدعو لنبذ التفاهة وهوايات الاستهلاك الشره والفرجة بلا حدود من أجل تأسيس ثقافة ذات بعد حضاري وإنساني قادرة على الارتقاء بالأمّة والإنسان.