الليل ليس نقياًالنجوم
عيون القطط
المصابيح
والقِطع المعدنيَّة على الأرصفة
كلُّها تُلوث الظلام
■ ■ ■
لا أُفكر أن أكون
قمراً
أو نجماً

بولا ويلسون ـ «استلحاق الليل» (2021)


في الليل
أحلُم بأنْ
أكون ظلاماً
■ ■ ■
في انتظار الليل،
حيث الظلام
وحدَه ما يستحق
أن أراه
■ ■ ■
أحاول أن أكون أقلَّ
قلقاً
حتى الستائر شاحبة
في الليل
كوَجه قتيل
■ ■ ■
أين يضع رأسه
هذا الليل؟
هل في داخله
ليل آخر؟!
■ ■ ■
الستائر مُنسدِلة
على النوافذ
إنه الليل
■ ■ ■
كل مساءٍ يتخطّى
الليل
سريري
■ ■ ■
إنه الليل
أنت تحارب أعمى
كلّما
زاد سواده انتصر
في معارك الليل
الخاسر
هو الذي يرى
■ ■ ■
ثمّة فجر كاذب
الليل في كل
حالاته
صادق
■ ■ ■
هذا الليل لا يصلح لشيء،
حتى مشاجرته
لن تُغير مزاجك السيّء
هذا الليل يشبه أكثر
مقهى
لا يُقدم كوب قهوة
لزائرٍ يشكو من صُداعٍ أبدي
■ ■ ■
كلّ الذي لا تراه الآن
من النافذة
هو
الليل
■ ■ ■
هل يشعر الليل
بالإحراج
حين أعرفه
بأنّه
مجرد ظلام؟!
■ ■ ■
الليل على الباب
ونحن المقاومين الأكثر بسالةً
لاختراع النار
والكهرباء
غارقون
حدّ الانطفاء
في ظلامنا الوجودي
الليل هنا
معنا
كِلانا يسمع خطوات الآخر،
ولكن
لا نعرف
أيُّنا خلف الباب؛
الليل أم نحن؟
■ ■ ■
ليل
من اليمين إلى الشمال
ومن الشمال إلى اليمين
من أي جهة تأتيه
هو
ليل
■ ■ ■
نحتاج إلى
ظلامٍ تام
لرؤية هذا
الليل
■ ■ ■
أسبق الغروب
أسبق الستائر
على النوافذ
أسبق الأصابع على
مفاتيح الكهرباء
أنا
أول قادم على الليل
■ ■ ■
النَّصب التذكاري لليل
النافذة الشاحبة وأنا،
الليل
أورثني كل ما فيه
من أسى
■ ■ ■
على جانبِ الليل
مصباح
يكسر
صمتَ الظلام
■ ■ ■
ما الذي يأتي أولاً
الليل
أم
الخوف منه؟
■ ■ ■
في الظلام
ليس أكيداً
أن تعثُرَ
على الليل
■ ■ ■
حتى مصباح الشارع
يُفضل في الليل
أمسية هادئة
بدلاً من أن
يشتعل
الليل يراكم على نفسه
الظلام،
لكن قلوبنا
المشتعِلة بنيران كثيرة
لا تنام
■ ■ ■
عِم مساءً
أيها الليل
أسبلنا الستائر
والدموع
■ ■ ■
في الخارج
ليلٌ
لكِنْ
ما مِن أحدٍ ليسهره
■ ■ ■
أنا
ممتَنٌّ لهذا السكون،
حيث الليل يشبه الماء
والقصيدة تسير بأقدامها العارية
حُرّة من أي وزن
أو قافية
■ ■ ■
في ليل الذكرى
غيابك
كأنّه في ليلته الأولى
■ ■ ■
هكذا العمر يمضي
هذه
الليلة
تقترب
من أن تصبح
البارحة
■ ■ ■
الليل لم يقصد أن
يكون
ظلاماً...
حين غابت
الشمس
لم يعرف
ماذا يكون؟
■ ■ ■
لم يبقَ لنا
في الليل من شيء..
المصابيح
جعلته
غيرَ مرئي
■ ■ ■
الغُرفة
بمصابيحها المطفَأة
والستائر الدّاكنة
على النافذة..
كل نهار
تفشل في تقليد
الليل
■ ■ ■
لا ترفع الستارة
عن النافذة
وراء الزجاج
ضجيج
لا أود أن أراه
■ ■ ■
الغروب
أول عمل بطولي
يقوم
به الليل
■ ■ ■
لو أنَّ
الغروب
يجرف النهار
للأبد
■ ■ ■
يسعى الليل
إلى الضوء
كالفراشات المضطربة..
يحترِق واقفاً
ومتلاشياً في الرغبة
■ ■ ■
بضغطة واحدة
المصباح
يبتلع الليل
في الغرفة
■ ■ ■
رُبّما على الليل
أن يشاهِد مَرّة
شروق الشمس..
وأن تتحوَّل
الشمس
لعمود إنارة
في ليلة ما
■ ■ ■
أنا ساهر
أكثر من الليل
وحزين عليه
سيُغمض عينه
وأظلُّ أحرسُهُ من نهار طويل
■ ■ ■
كل مصباح
في الشارع
بُندقيّة مُصوَّبة
على قلبِ
الليل البريء
■ ■ ■
أكره كل هذا الوضوح
وحدها السّتائر
تعاقِبُ الشمس
تحافِظُ على الليل في غرفتي
وتمدّه بالرّوح
■ ■ ■
الغروب
استدراك الشمس
على خطأ الشروق
■ ■ ■
المصابيح
زهور الشوارع
بيضاء
صفراء
في حديقة الليل
■ ■ ■
مَرَّ ليلٌ آخر
تلتفِتُ إلى الساعة النائمة
تُوقِظ عقاربها..
أحيانا تنسى مثلك الوقت
ولا تدور
■ ■ ■
ليلةُ رأس السَّنة..
الأيام التي التهمت قلبي
لا تزال
تعوي
■ ■ ■
ليلة شتاء
النّوافذ
عارية
من الخارج
■ ■ ■
في ليالي البرد
والضّباب
أودّ أن أشتعل
ويظلّ سالمـاً
عود الثقاب
■ ■ ■
في أشد الليالي برودة
ضوء المصابيح
الخارج من الزجاج
لا يفكر في العودة
■ ■ ■
حتى ليلة العيد
لا تختلف
عن الليلة
التي قبلها
■ ■ ■
الهلال في الليلة
الثانية
لا أحد
ينتبه لوجوده
■ ■ ■
كشجرة الميلاد
أحبُّ أن أكونَ
في زاوية
في ليالي
الأعياد
■ ■ ■
يدُك
نجمة الميلاد
في الليل
الكثيف
■ ■ ■
ليلة صيف
أقلِبُ المخدّة
أكثر مِن
مرّة
■ ■ ■
الليل قصير
وسيّئ بالصيف..
يعبُرُ سريعاً
وآخر ظلامه
لم يسقط بعد
على الرصيف
(*) مقتطفات من ديوان بالعنوان نفسه صدر أخيراً عن «منشورات لازورد» ـــ بغداد
(**) مسقط/عُمَانْ