مروان عبد العال

تتيح روايـة الكاتب الفلسطيني مروان عبد العال «ضد الشنفرى» (دار الفارابي) الولوج داخل شخصية أحد أهم الشعراء الصعاليك في الأدب العربي وهو الشاعر الجاهلي الشهير «الشَنْفَرى». تسرد الرواية حكايات الشاعر مع ظل غريب، يلاحقه ويراقب تحركاته مخترقاً تفاصيل حياته، وتبين مفاعيل اللقاح السّري المُخصّص ضد وسواس الهوية. تسعى هذه الرواية لتفكيك شيفرة الشتات الفلسطيني في الغرب، وتسرد صراع الهويات. كما تقرأ المنفى وتحاول فهمه وتوجيه الزمن، في صراعٍ مرير مع عملية التدجين تحت ما يسمى «الاندماج»، الذي يتضمن صهر جموع اللاجئين في المنظومة القيمية والثقافية الغربية، وتجريد اللاجئ الفلسطيني من هويته الأصلية، وحصر نضاله فقط في إطار الخطاب الحقوقي والمطلبي. رواية «ضد الشنفرى» هي سرديّة جديدة، ترصد الوضع الجديد للإنسان اللاجئ المقتَلَع من جذوره، وتبحث عن أسئلةٍ جديدةٍ وأفقٍ آخر، قد يسمح للشتات في الغرب بأن يصبح جزءاً من الجسد النضالي الفلسطيني.

عزة شرارة بيضون


تُقدّم الباحثة اللبنانية عزة شرارة بيضون كتابها الجديد حول شؤون المرأة بعنوان «بعيون النساء» (دار الجديد). تتناول بيضون في هذا الكتاب قضايا النساء بمنهجية علمية ومقاربة معرفية ترصد السلوكيات المجتمعية والأدوار والقيم التي يحددها المجتمع لكلٍّ من الجنسين. تسعى الباحثة من خلال هذه الدراسة لتصويب الرؤى وتفكيك منظومة المفاهيم الموروثة ومناقشة أسباب الهيمنة الذكورية، دامجة بين المقاربة النسوية النقدية ومعيار الجندر الذي يشمل المرأة والرجل معاً. يتألف الكتاب من ثلاثة أجزاء تتناول قضايــا العنـف ضـد النساء والتميـيز حيالهـن، من منظوريّ النســاء والرجــال، كما تنشغل بالبحوث الهادفة التي تُنفذها منظَّمات غـير حكومية نسـويَّة، لتبيان وقْع هذه الأبحاث عــلى نســاء ورجــال معنـيـــين بهــا، وتفاعلهــم معهــا. ويحاول الجزء الأخير تفكيك أربعة مفاهيـم: عيـش الأمومـة، صحة النساء النفــسية، عمل المرأة الـمنزلي، المساواة الجندريّة في الدسـتور؛ في إطار السـياق الثقافي ـ اللبناني.

ميشال فوكو


كيف يمكن للمجتمع أن يعاقب الأفراد الذين يرتكبون جريمة؟ هل يجب أن تكون العقوبة محايدة بحيث تهدف إلى تثقيف المذنب و إعادة تأهيله؟ أم يجب أن تسبّب المعاناة للمجرم وفقاً للجريمة المرتكبة؟ يحتوي كتاب الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو (1926- 1984) «المجتمع العقابي» (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ــ ترجمة نصير مروة) على 13 محاضرة ألقاها فوكو في «الكوليج دو فرانس» عام 1973. تبحث هذه المحاضرات في الطريقة التي تشكَّلت بها العلاقات بين العدالة والحقيقة التي تحكم القانون الجنائي الحديث، والرابط بينها وبين نظام عقابي رجعي لا يزال يهيمن على المجتمع المعاصر. ينتقد فوكو النزعة الإنسانية العقابية لعصر التنوير، ويعتبر السجن مؤسسة رسمية تسعى للتأديب الاجتماعي وقمع المخالفين للسلطة السياسية والسيطرة البوليسية على المواطنين بأسرهم. كما يرى فوكو أنّ السجن يصنع العنف الجسدي الذي يُضفي الشرعية على العقوبة الجسدية، فساحة السجن تخلق الانحراف الذي يعيد إنتاج المؤسسات القمعية ويُحفز توسعها.

بدرية البدري


تروي الكاتبة العمانية بدرية البدري في روايتها «فومبي» (دار الساقي) تفاصيل الاضطهاد والظلم والآليات التي تُنهب فيها ثروات الشعوب تحت مسمّى تحرير الإنسان وتصدير الديموقراطية. تحكي الرواية قصة شاب اختار لنفسه اسم ستانلي بعدما عجزت أمّه عن تحديد من هو أبوه. وهذه التسمية هي لحظةٌ فارقة بالنسبة إلى البطل لأنها ستكون بداية مصادفات كثيرة ستحدّد مسار حياته. ينتقل ستانلي من ليفربول على متن سفينة متوجهاً إلى الولايات المتحدة حيث سينسى أصله البريطاني ويقاتل مع جيش الجنوبيين ضد الشماليين أثناء الحرب الأهلية، ثم يصبح مراسلاً صحافياً يتملّكه الشغف لاكتشاف أسرار أفريقيا وقد باتت مطمع كلّ الدول الاستعمارية. في هذه الفترة يبحث الملك البلجيكي ليوبولد الثاني عن مجد لمملكته الصغيرة، فيجد في الكونغو ضالّته، ويكون ستانلي وقد غدا صحافياً مرموقاً سنداً له في ذلك. هكذا، ببعض الحيلة والخداع والكثير من الظلم والعنف، تصير الكونغو مستعمرةً بلجيكية وتُسرق خيراتها ويتم استعباد شعبها.

وليد شميط-غي هينبل


يتناول كتاب «فلسطين في السينما» الصادر عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» مختلف أنواع الأفلام التي قدمتها سينما الثورة الفلسطينية من أفلام تسجيلية، نضالية وروائية، بالإضافة إلى مجموعة من المقابلات، والمقالات وغيرها من المواد التوثيقية التي تبرز دور السينما في خدمة القضية الفلسطينية. وهذا الكتاب يُعاد إصداره اليوم، بعد مرور 44 عاماً على طبعته الأولى عام 1978، بدعم من مؤسسة «فيلم لاب فلسطين» التي تكفلت بعمليات استعادة الكتاب وتمويل إصداره. سوف يتم تقديم الكتاب في مهرجان «أيام فلسطين السينمائية» في دورته التاسعة المنعقد ما بين 1 و7 تشرين الثاني(نوفمبر) في بيروت في مناسبة مرور أربعة عقود على انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، لما مثله هذا الحدث من انقلاب في الصورة السينمائية للفلسطيني، ومن نهاية مرحلة وبداية أخرى في السينما الفلسطينية. وقد قام الروائي سليم البيك بالإشراف على إصدار الكتاب وتحريره وكتابة المقدمة له.

أحمد الشهاوي


بعد مسيرة طويلة قضاها في كتابة الشعر والأعمال الفلسفية والفكرية، أصدر الشاعر المصري أحمد الشهاوي، باكورته الروائية «حجاب الساحر» (الدار المصرية اللبنانية). تتناول الرواية، عبر بطلتها شمس حمدي حياة شريحة مهمة من مجتمع البورجوازية المصرية، من دون أن تغفل سيرة الحُبّ والجنس، والعلاقات الإنسانية بين أفراد العائلة الواحدة. يسرد الراوي العليم عمر الحديدي حكاية معشوقته شمس، وهي امرأة فاتنة تعيش حالة فصام كونها تُمثل الإلهة المصرية القديمة سِخمت، والإلهة إيزيس. وقد عانت شمس من اغتصاب عمّها لها وهي طفلة، وأصابها زوج أختها وشريك والدها في مصنعه غازي الشحات بشرور السّحر، والدسائس التي تلوّث سمعتها، من أجل الاستيلاء على المصنع. يتداخل سرد الراوي عمر مع سرد البطلة شمس بسلاسة، مع تباين الزمن طيلة الرواية، ما يمنحها الحيوية والتشويق والتنوع. تكشف الرواية أيضاً عن معاناة المرأة في المجتمعات الذكورية التي تعتبرها مجرّد وعاء للذة والإنجاب.