سبعمئة عام على وفاة دانتي آليغري، عن ستة وخمسين عاماً في منفاه خارج وطنه الأم فلورنسا، ليبدأ «أثر دانتي» من إضفاء صفة «الإلهية» على عمله الأعظم «الكوميديا»، وصولاً إلى طباعة وجهه على العملة الأوروبية، واستلهام غوستاف دوريه لأعماله، والسورياليين، وبريمو ليڤي في مسرحه عن المحرقة، وصولاً إلى كتّاب «البيستسيلر» مثل دان براون وغيره، وتموضع صاحب «الحياة الجديدة» في الصراع بين الشرق والغرب، الذي يبدو سهماً انطلق من القرون الوسطى ولا تُعلم له نهاية، في معركة حضارية وثقافية لم يسلم دانتي نفسه من إسقاطات إلغاء الآخر فيها حيناً، أو التماهي معه باستلهام رؤيته الصوفية والفنية للعالم الآخر حيناً آخر. فمن كان العاشق الأزلي لـ«بياتريشي»؟ وكيف كان كيانه ممزقاً بين الشاعر والفارس والعاشق؟ وما هي الرؤية الفنية والهندسية لـ«الكوميديا الإلهية»؟ وما هي أبعاد علاقته الملتبسة بالتراث العربي والاسلامي ونبي العرب؟ في ذكرى شاعر إيطاليا وفلورنسا الأعظم، ومع صدور ترجمات عربية جديدة ومنقّحة للكوميديا الإلهية، نجول في «كلمات» بين جحيم دانتي، ومطهره، وفردوسه
«دانتي قارئاً «الكوميديا الإلهية» (1465) لدومينيكو دي ميشيلنو

سيرة شاعر وعاشق ومحارب
ترجَّح ولادة دانتي منتصف عام ١٢٦٥م ويمكن تمييز أحداث ثلاثة طبعت المرحلة الأولى من حياته: موت الأم قبل أن يتم دانتي الطفل عامه السادس، ووفاة الأب قبل بلوغه الثانية عشرة. أما الحدث الأبرز، فهو الوليمة التي دُعي إليها دانتي عام ١٢٧٤ في بيت جاره فولكو بورتيناري ولقاؤه بابنة هذا الأخير، بياتريشي، والمدللة باسم بيتشي. لم يبارح الحب دانتي منذ تلك اللحظة حتى آخر يوم في حياته. هذا الحب الصوفي التقديسي الذي سيطبع نتاج دانتي الشعري والأدبي في «الوليمة» و«الحياة الجديدة» والعمل الأعظم «الكوميديا الإلهية»، وسيرافق دانتي الذي سيحرم من بياتريشي المتزوجة من غيره عام ١٢٨٥، والتي تأثر أيّما تأثر لموتها في ريعان الشباب عام ١٢٩٠، هي التي أحبها يافعاً وشاباً وكهلاً، وألهمته في ميادين الفكر والفروسية والشعر. لعب برونو لاتيني (١٢٢٠-١٢٩٤) الدور الكبير في نمو دانتي العقلي والفكري، ولا سيما في تلقينه ناصية اللغة اللاتينية، والفرنسية والإيطالية، وأصول الخطابة والشعر واللاهوت والعلم والتاريخ، لينطلق العقل الفلورنسي الفذ من بعدها لحضور الدروس في بادوفا وبيزا وبولونيا، وجامعة باريس، وربما في أوكسفورد. حارب دانتي بشجاعة في الصفوف الأمامية في معركة كامبالدينو عام ١٢٨٩ التي هزم فيها الفلورنسيون، وحلفاؤهم، القوى المناهضة للبابوية شر هزيمة. كما شارك في الهجوم على حصن كابرونا التابع لمقاطعة بيزا، وأبلى البلاء الحسن. انتخب دانتي في شهر حزيران (يونيو) من عام ١٣٠٠ ليكون أحد الرؤساء الستة الذين يحكمون مدينة فلورنسا، الا أنّ اضطراب الأحوال السياسية والدسائس والفتن في المدينة جعلت البابا بونيفاتشو الثامن يستدعي دانتي إلى روما ويستبقيه فيها خشيةً قدرة دانتي على هز معتقدات الرجال، وزعزعة مخططات شارل دو فالوا، شقيق فيليب الرابع ملك فرنسا، المتحالف مع البابا للسيطرة على فلورنسا غصباً. حُكم على دانتي ظلماً عام ١٣٠٢ بالنفي عن فلورنسا، بتهمة العصيان والتمرد، مع تهديد مباشر بإحراقه حياً وجعل بيته وممتلكاته غنيمة للعامة لو فكّر في العودة.
كان زملاء دانتي في المنفى غير متجانسين مع روحه وطباعه، فتنقّل بين مدن أريزو وبولونيا وفيرونا ولونجيانا وفورلي وباريس، إلا أن فترة المنفى تلك كانت خصبة من الناحية الأدبية، فكتب «البلاغة العامية» عام ١٣٠٤ و«الوليمة» ما بين ١٣٠٤ و١٣٠٧، وهو كتاب بمثابة دائرة معارف يجمع ما بين الفلسفة والشعر باللغة الايطالية المستخدمة في الحياة اليومية. لم ينجح دانتي في العودة من منفاه، إذ أصدرت حكومة فلورنسا قراراً جديداً بقطع رأسه مع أبنائه عام ١٣١٥، فأنهى طباعة «الجحيم» و«الفردوس» من «الكوميديا الإلهية» في أوائل عام ١٣٢٠ في رافينا، التي أرسله أميرها لمفاوضة البنادقة الذين منعوه من العودة بحراً. ويرجّح أنه أصيب بالملاريا عند عودته إلى رافينا عن طريق البرّ، ليقضي نحبه في ليلة باردة من أيلول (سبتمبر) عام ١٣٢١. بعدما جابت شهرة دانتي الآفاق، أخذت فلورنسا التي نفته واضطهدته، بالمطالبة باسترداد جثمان «الابن الضال»، الذي لا يزال يرقد لغاية اليوم في تراب رافينا التي حرسته ككنز ثمين.

«الكوميديا الإلهية»... العوالم الثلاثة
نشأت الفكرة الأولى لـ«الكوميديا الإلهية» من دون ريب بهدف تمجيد بياتريشي وتخليدها، وفاءً للنذر الذي قطعه دانتي في نهاية «الحياة الجديدة»، بأن يقول في محبوبته ما لم يُقل قَط في أي امرأة أخرى. نشأ الجدل حول تواريخ تأليف هذه القصيدة الكبرى، التي يُحتمل أن دانتي قد بدأ جزأها الأول نحو عام ١٣٠٧. أما الجزء الثاني، فقد أكمله قبل عام ١٣١٦، وكتب الجزء الثالث ما بين عام ١٣١٦ وعام ١٣٢١، وقد أطلق على المؤلَّف اسم «الكوميديا». ولو أن العنوان يبدو غير مناسب تماماً للمتن الذي يكتسي صبغة رؤية قاتمة غاضبة ومريرة ومرعبة، لكن يجب التذكير بأنه في عصر دانتي فقدت كلمتا «تراجيديا» و«كوميديا» صفتهما الدرامية. سرعان ما أدركت إيطاليا عظمة «الكوميديا»، فأضيفت إليها صفة «الإلهية»، وقد أضافها لودوفيكو دولتشي في مقدمة كتبها لـ«الكوميديا» عام ١٣٥٥ متأثراً بفقرة من كتاب بوكاشيو عن حياة دانتي، وظلّت معروفة بهذا العنوان عبر القرون حتى يومنا هذا. تتبدى الكوميديا رحلة حافلة بالرؤى خلال العالم الآخر. ومن بين الأرواح التي تفلت من طوفان الزمن، نرى صورة الشاعر الشامخ بكبريائه ووجهه المتجهم، يجوب الآفاق ساخطاً ومناضلاً في سبيل قيم الحق والخير والجمال.
تنقسم «الكوميديا الإلهية» الى ثلاثة أجزاء: الجحيم والمطهر والفردوس. ويتكون كل جزء من ثلاث وثلاثين أنشودة، وهناك أنشودة إضافية صدّر بها دانتي «الجحيم» كمقدمة له، فتصبح كلها مئة أنشودة، أي مربّع رقم عشرة، وهو العدد الكامل، ورمز الوحدة واللانهاية في العصور الوسطى. كان دانتي قد عاش جغرافيا عالم ما قبل اكتشافات كريستوف كولومبس، فعرف من كوكب الأرض نصفه تقريباً، وكان يعتقد أن الماء يغمر النصف الجنوبي من الأرض. لذا لم يشذ التصميم الهندسي لـ«الجحيم» و«المطهر» و«الفردوس» عن هذا التصور: تحت القشرة الأرضية، تنفتح في نصف الكرة الشمالي وأسفل أورشليم نفسها هوة سحيقة مخروطية الشكل تمتد تحت العالم الدنيوي حتى مركز الأرض، وقد تسبب في هذه الحفرة سقوط لوتشيفيريو الملاك المتمرد من السماء إلى الجحيم، وهو يوجد مثبتاً في قاع هذه الهاوية. الأراضي التي تحركت في أثناء سقوط لوتشيفيريو تجمّعت في نصف الكرة الجنوبي، لتكون جزيرة فوقها جبل شامخ مخروطي الشكل، المطهَر، الذي يوجد على قمته الفردوس الأرضي، وكان يقع في منتصف المحيط الواسع المجهول الذي يغمر النصف الجنوبي من الأرض قبالة مدينة أورشليم المقدسة. 
يوجد الجحيم داخل الهاوية التي تمتد على شكل تسع مصاطب أو حلقات مشتركة في المركز، عارضةً مروحة منوّعة من صور المناظر الطبيعية والأنهار والبحيرات والغابات المظلمة والصحارى، ويتوزّع الهالكون في هذه الحلقات بحسب جسامة خطاياهم. أما المطهر، فيقع حول الجبل المخروطي الشكل الموجود في نصف الكرة الجنوبي، وتوزّع الأرواح على الأفاريز المنحوتة التي تحيط بجوانب المخروط، فهناك سبعة أفاريز تطابق الخطايا السبع المميتة، وبإضافة مدخل المطهر والفردوس الأرضي، نعود إلى رقم ٩ الذي يهيمن مع الرقم ٣ الذي يهيمن على الأسلوب المعماري لـ«الكوميديا» كلها، وتتصل المملكتان بأنبوبة تؤدي من قاع هاوية الجحيم إلى جزيرة المطهر في نصف الكرة المقابل. أما الفردوس، فيوجد في السماء، حيث تدور تسع كرات في مدارات تزداد اتساعاً وسرعة حول الأرض الثابتة طبقاً لنظام بطليموس، وهي تتكون من الكرات السبع في النظام الفلكي القديم مرتّبة كالآتي: القمر، عطارد، الزهرة، الشمس، المريخ، المشتري، زحل ثم سماء النجوم الثابتة؛ والتاسعة هي السماء البلورية غير المنظورة أو سماء المحرّك الأول. أما في النهاية، وأعلى هذه الكرات، فيوجد الأمبيريو أو سماء السماوات حيث يتألق النور الإلهي.
تنتهي أجزاء «الكوميديا» الثلاثة بلفظ «النجوم» رمز الأمل، فنهاية الجحيم هي «عندئذ خرجنا منها فشاهدنا ثانيةً النجوم»، والمطهر ينتهي بقوله: «وصرت طاهراً مؤهلاً للصعود إلى النجوم». وفي نهاية «الفردوس»، يقول: «بالمحبة التي تحرك الشمس وسائر النجوم». 

دانتي والإسلام: العلاقة الملتبسة
لم يشذ دانتي في موقفه من الدين الإسلامي عن التصورات القروسطية عنه؛ إذ إنّ «الكوميديا الإلهية»، ــــ تحديداً في المقطع الثامن والعشرين من «الجحيم» الذي حُذف من الترجمات العربية ــــ تصوّر النبيّ العربي، في الوادي التاسع، «وأحشاؤه تتدلى بين ساقيه»، وابن عمه (علي بن أبي طالب) وهو «يمضي باكياً، مفلوع الرأس من هامته حتى ذقنه». يمكن قراءة هذا الموقف العدائي لدانتي من آخر الأديان التوحيدية على ضوء رؤية معقدة هي مزيج من الجهل بصورة النبي والإسلام ومن التصورات النشورية والمخيلة الشعبية؛ إذ كان الحس الأوروبي المسيحي الوسيط مشبعاً بترقب يوم القيامة، ولم يتم النظر الى انتصارات الإسلام «الدنيوية» إلا على ضوء موشور بعض رؤى العهد القديم ونظرية المسيح الدجال والفكرة البيزنطية عن نبي العرب، وكذلك كانت الصورة التي تكونت لدى الغربيين عن طبيعة الإسلام وشخصية نبيّه في النصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي نتاج الانتصار الأول للفرسان الصليبيين. وقد جمعت أجزاء هذه الصورة في جنوب فرنسا، وأسهم في تركيبها في الغالب الفرسان العائدون من حملات الشرق، والكهنة والرهبان ممّن لم يعرفوا جبهات القتال عن كثب. كان هؤلاء يزوّدون المخيلة الأوروبية أمام مواقد النار في الشتاء بطرائف عن الشرق والإسلام والنبي. ويقول هذا التصور بوثنية إسلامية فظيعة قوامها ثلاثون إلهاً، وآلهتها الأساسية فراكتوس وأبّولو ومحمد، ووصلت هذه الصورة الخيالية المتكوّنة إلى المدارس والأديرة الوسيطة، بعد وضعها في شكل مدرسي يشجع على قبولها. أدى ذلك في النهاية إلى انطباع شعبي مروّع وعجيب في قدرته على البقاء، ومقاومته لكل المعلومات الصحيحة ونصف الصحيحة التي توالت في ما بعد. يضاف إلى ذلك الاختلاف الواضح بين القطبين، في جانب الحياة الاجتماعية والتمايز في الميراث الحضاري؛ فعندما تهاوت حضارة العالَم القديم، كان الإسلام الوارث الرئيسي للعلم والفلسفة الإغريقيين، في حين ورث الغرب المتبربر الثقافة الرومانية. 
على المقلب الآخر، يبدو أن دانتي كان مطلعاً على الأقل على اثنين من أمهات الكتب التي أنتجتها الثقافة العربية والاسلامية؛ إذ يشير  المستشرق الاسباني ميغيل اسين بلاثيوس، في كتابه «أثر الاسلام في الكوميديا الإلهية»، إلى أن الأدب الاسلامي يزوّدنا بحلول لكثير من الألغاز التي تحيط بأصل «الكوميديا الإلهية»، وعلى الأخص في كتاب «الفتوحات المكية» لمحي الدين بن عربي، حيث تتقاطع التصميمات الهندسية لبناء الجحيم والفردوس، والصورة الزاهية لحياة النعيم التي يحياها المنعّمون في الجنة، وتجلّي النور الإلهي بين المؤلَّفَين، وأوجه التشابه لا تقتصر على النهل من مدرسة ابن مسرّة الإشراقية فحسب، بل تمتد إلى الصور التي يتم بها ترميز الأفكار والمعاني الأدبية التي تحملها هذه الأفكار. الكتاب الثاني الذي يمكن أن يكون دانتي قد اطّلع عليه هو «رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري، فهل تأثر دانتي برهين المحبسين؟ لا تبدو الإجابة بديهية عن السؤال، إذ إنّ الباحث والمفكر المغربي عبد الفتاح كيليطو، في مقالة بعنوان «منامات المعري»، يرى أن المعري قد تأثر بدانتي، رغم أسبقية أعمى المعرّة زمنياً على شاعر فلورنسا! «هذه المقارنة، في رأي معظم الباحثين، لا جدوى منها، لأن دانتي لم يكن في وسعه الإطلاع على «رسالة الغفران» التي لم تترجم إلى أي لغة، بل لم تحدث حتى في الأوساط الأدبية العربية نقاشاً من شأنه إثارة فضول الإيطاليين أو غيرهم من الأوروبيين. إلا أن عملية التقريب بين العملين، كان لها مفعول سحري مباشر، إذ أخرجت «الغفران» من عزلتها الطويلة، ورفعت من ثمنها لدى فئة واسعة من المتأدبين العرب وغير العرب، إلى حدّ أنه يمكن القول من دون مبالغة إن دانتي أثّر في المعري. أجل، كتب دانتي «الكوميديا الإلهية» ثلاثة قرون بعد «الغفران». مع ذلك، فإن تأثيره واضح في نظرتنا إلى مؤلف المعري وطريقة تناولنا له. إننا نقرأه باحثين في صفحاته ومنقّبين في أرجائه عن دانتي! لم يعد بإمكاننا تناوله كما تناوله القدماء، وبالأحرى كما نظر إليه المعري. في «رسالة الغفران» لا يلتقي ابن القارح بالشعراء العرب فقط، بل أيضاً بالشاعر الإيطالي. إن دانتي حاضر في كل مشهد منها، والحوار بينه وبين المعري لا يتوقف لحظة. لم نعد قادرين على قراءة الغفران بمعزل عن الكوميديا». كما يرى بعضهم أن دانتي لا بد أنه قد اطلع على معراج النبي العربي من كتاب أبي قاسم القشيري. 

المراجع:
- «أثر الكوميديا الإلهية لدانتي في الفن التشكيلي»- غابرييل وهبي - الهيئة المصرية للكتاب.
- «صورة الإسلام في العصور الوسطى» - ريتشارد سوذرن - ترجمة رضوان السيد - معهد الإنماء العربي.
- «أثر الإسلام في الكوميديا الإلهية» - ميغيل آسين بلاثيوس - مكتبة الخانجي.


الترجمات العربية
نُقلت الكوميديا الإلهية الى العربية بترجمة أولى عام ١٩٢٦، أنجزها اللبناني عبود أبي راشد نثراً عن الإيطالية، ثم أنجز المترجم حسن عثمان النسخة الأكثر اكتمالاً  وشهرة عام ١٩٤٩، بترجمة جبارة استغرقت عشر سنوات، وصدر أول أجزائها عن «دار المعارف» عام ١٩٥٩. كما أنجز الشاعر العراقي كاظم جهاد بمنحة من الأونيسكو ترجمة لـ«الكوميديا» عام ٢٠٠٢ صدرت عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر»، إضافة إلى ترجمة للمصري عبد الله النجار عن «دار مداد» عام ٢٠١٨. كما برزت طبعات متفرقة وغير مكتملة للأردني أمين أبو شعر والسوري حنا عبود. قامت «دار المدى» (بغداد) أخيراً (٢٠٢١) بطباعة ترجمة حسن عثمان في حلّة أنيقة، (مراجعة من المترجم السوري معاوية عبد المجيد)، فيما تعكف «منشورات المتوسط» (إيطاليا) على تحديث نسخة عثمان عبر لجنة تضم كوكبة من المترجمين العرب والأجانب.