«بروست اللبناني»... هكذا يكنّونه في الإعلام الفرنسي. لكن شريف مجدلاني (1960) العاشق الكبير لكاتب «بحثاً عن الزمن الضائع» يرى أنّ «كلانا عكسنا تحوّلات المجتمع، لكنه أكثر نوستالجية إلى الزمن الماضي. أنا لست نوستالجياً، بل إنني أكثر انشغالاً بكيفية صعود المجتمعات، ومن ثم انهيارها». على مدى رواياته العديدة، أرّخ الكاتب اللبناني الفرنكوفوني تاريخنا المعاصر، استدعى الذاكرة، والمصائر الفردية المشرّعة على تمزقات التاريخ، والحروب الأهلية، والعنف والتحولات الكبرى في مرآة تحيلنا حتماً إلى الوطن الكبير.
وطن وصفه بأنّه «يعيش في حلقة تاريخية، حيث المشكلات تبقى بلا حلّ، فننتقل من أزمة إلى أخرى». صاحب «البيت الكبير» (اقرأ لبنان) الذي حاز «جائزة جان جيونو» (2015) عن روايته «فيلا النساء»، منشغل أيضاً بالتلاقح والتبادل الثقافي والحضاري. همّ نستشفه أكان عبر أعماله وشخصياته الروائية، أو عبر سيرته الموزعة بين أمّ أخذته إلى عالم الروايات الفرنسية، وأب علّمه حبّ لغة الضاد، أو عبر مبادراته العديدة من بينها إطلاق «بيت الكتّاب الدولي» (2012) الذي يدعو سنوياً كتّاباً عرباً وأجانب إلى لقاءاته. على مشارف الموسم الأدبي، أصدر مجدلاني روايته الجديدة L'empereur à pied (سوي ــ 2017). في أحد جبال لبنان القرن التاسع عشر، يحط خنجر جبيلي رحاله في هذه البقعة لإرساء إمبراطوريته وصنع أسطورته وتوسيع أراضيه. مع ازدهاره وتوسّعه، ستلحق لعنة بأولاده الذين سيجدون أنفسهم مشتتين في بقاع الأرض. سيتوزّعون من المكسيك، فالصين، وفرنسا، والبلقان وروما والبندقية على مساحة زمنية تصل إلى فجر القرن الحادي والعشرين. يمزج صاحب «كارافان سيراي» التاريخ الكبير، بالحياة اليومية ضمن ما يسمّيه «الروتين الكبير للعالم»، متابعاً رحلة تيه أبطاله، كلّ يبحث عن فردوسه الضائع.