لدي صديق يكتب الشعر اسمه خالد، تحتاج كِليته إلى غسيل كل يوم أربعاء.في عدن، أيضاً، لدي صديقة مهندسة اسمها رنا لديها ضيق نفس وتحسس وهي تحتاج إلى تنفس صناعي كلّ يوم.
الأول في المستشفى والمستشفى يحتاج إلى استمرار بقاء الوقود أو الكهرباء لتشغيل الأجهزة وهو ما لا يمكن توفره نهائياً، كما قالوا، خلال الأسبوع القادم. أمّا الثانية فلا تستطيع الذهاب إلى المستشفى لأن لا وقود في السيارة، ولا سيارة تقود إلى مستشفى صار عبارة عن ثكنة عسكرية.
أفكّر الآن: كيف سيصير حالهما بعد أسبوع، وهل يمكن إيقاف زحف الموت إلى الصديقين؟ هل لدى الطائرات القاصفة والمدفعيات الرّاجمة أصدقاء مثلي؟ هل يمكن أن يكون لديها القليل من الشعور بالمأساة أكثر من شعور أولئك الذين يوجهونها؟.
علي المقري
(روائي يمني)

لقد أصبحت لطيفاً هذه الأيام على ما يبدو، أشرب الحليب عوض الويسكي وأمشط شعري إلى اليمين كمعلمي اللغة العربية الطيبين في الأرياف. سأخرج سكيني لأشحذه على الأوراق، فالشاعر قاطع الطريق لن يكون إلا قاطع طريق، خصوصاً حين يصل إلى شارع مليئ بالفيلات. السلام ممل ورتيب كنظرات حارس مخازن عملاقة فارغة. اشتقت إلى صوت حشو بنادق صيد الإوز بالرصاص، والتنشين قبل ذلك على شعراء «أمير الشعراء» للتدريب.
محمد بنميلود
(شاعر مغربي)



أنظر في المرآة
لاشيء يشبه الحرب
سوى تآكل أسناني البطيء
ستعود لبنية 
سنحبو جميعاً
ريثما يأتينا رعاة وكتب وأناشيد.
سوزان علي
(شاعرة سورية)

ألكسندر بوكيليفيتش يرقص في مسرح «مترو المدينة»، «فينوس ذات الرداء الفرو» عن سادر مازوخ تُعرض في «مسرح بابل»، «الشعر والأداء»، شعراء من كل البلدان في «مسرح مونو».
ما زال هناك شيء من بيروت في الهواء!.
جبور الدويهي
(روائي لبناني)

في العام 1955، نال الكاتب الآيسلندي هالدور لاكسنس جائزة نوبل للآداب. كان آنذاك يكتب بلغة لا يستخدمها الا حوالي 180,000 نسمة. آيسلندا الفقيرة في ذلك الوقت، كانت تقبع تحت سلطة العسكر الأميركي. ورغم بغض الايسلنديين للجنود المحتلين جزيرتهم، إلا أن لاكسنس العائد الى موطنه الأم بعد نيله الجائزة، لم يلق ترحيباً كبيراً، لمناصرته الفكر الشيوعي. هذا الموقف من لاكسنس سرعان ما تبدل. فأدبه الجميل في النهاية، قال كلمته. لتتراجع الأيديولوجيا وطنينها الى الخلف. الأدب الآيسلندي سافر الى إسكندنافيا، أميركا اللاتينية، أوروبا والولايات المتحدة. شغل جول فيرن وبورخيس ولوكليزيو وترانسترومر، وحتماً آخرين. لكنه لم يصل الى العربية إلا قبل أعوام. مع ذلك، فإن هناك من انتبه الى أهميته. آيسلندا تحل ضيف شرف هذه السنة في معرض أبوظبي للكتاب. ومن قبيل حظي، أن يتم اختياري ككاتب آيسلندي، أنا الفلسطيني المولود في بيروت، للمشاركة في فعاليات هذا الحدث وتمثيل آيسلندا. سأوقع كتابي الجديد «نُكاتٌ للمسلحين» وسأكون زميلاً متواضعاً لكتّاب لم يحتاجوا الحرب، وإنما جزيرة صغيرة وحقول لاڤا ومياه وريح، ليصنعوا كل ذلك الإنسان في أدبهم.
مازن معروف
(كاتب فلسطيني)