خاص بالموقع- استقبل راوول كاسترو الرئيس هوغو تشافيز، لدى وصوله إلى كوبا برفقة ابنته البكر، فجر أمس الأحد، حيث سيخضع لعلاج كيماوي بسبب مرض السرطان الذي يعاني منه والذي اكتشف قبل شهر خلال زيارة لكوبا.
وقال تشافيز قبل مغادرة كاراكاس إنه لن يغيب «إلا أياماً معدودة... أنا عائد قريباً، ولم أحبّ يوماً الحياة كما أحبّها الآن. ألتزم بأن أبقى حياً إلى جانب الأمة الفنزويلية في حقبة القيامة هذه. الوقت ليس للموت، إنه وقت للحياة» بعدما أكد أن الفحوص دلّت على عدم وجود أي خلايا سرطانية إضافية، «إلا أن العلاج ضروري لتحصين الجسم ضد هذا الاحتمال». وتحدثت عدة مصادر دولية عن أن تشافيز مصاب بسرطان في منطقة الكولون، إلا أن تشافيز كذّب هذا الخبر من دون أن يحدد منطقة الإصابة.

كذلك أعلن أن من الممكن أن يتابع جزءاً من العلاج في المستشفى السوري اللبناني في سان بولو في البرازيل. وكان وزير خارجيته نيكولاس مادورو قد زار أول من أمس المستشفى الذي يعدّ الأول في أميركا اللاتينية وحيث عولجت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف ورئيس الباراغواي فرناندو لوغو، اللذان عانا أيضاً من مرض السرطان. والتقى مادورو الرئيسة روسيف والرئيس السابق لولا دا سيلفا، الذي قال إنه «مستعد للنوم على باب غرفة المستشفى» إذا أتى تشافيز إلى سان بولو.

من جهة أخرى، وبعكس المرة الأولى، أحال الرئيس تشافيز بعض صلاحياته نهار السبت إلى نائب الرئيس الياس حوا وإلى وزير المال خورخي جيورديانو، بما فيها صلاحيات تمتّ بصلة لموازنات الدولة أو لتأميم مؤسسات، كما أعلن أنه سيلجأ إلى توقيع إلكتروني «مكفول عند الحاجة». وحسب الدستور، على الرئيس أن يطلب إذناً من المجلس عندما يغادر البلد لفترة أكثر من 5 أيام، وعليه في حالة استحالته القيام بصلاحياته، تسليم نائب الرئيس إذا كانت فترة غيابه أقل من 90 يوماً. أما إذا تخطت هذه المهلة، فعلى المجلس أن يجدد التسليم لنائب الرئيس أو أن يعلن استحالة الرئيس النهائية.

وفيما أجاز له البرلمان بالإجماع مغادرة البلد، حصل نقاش حاد على مسألة نقل الصلاحيات لنائب الرئيس: طالبت المعارضة بنقلها كاملة كما ينص الدستور برأيها، وأصرّت على معرفة تفاصيل إضافية عن طبيعة السرطان الذي يعاني منه الرئيس وعن خطورته، كما طالبت بأن يتعالج في فنزويلا. أما الموالاة فقالت إنه لا ضرورة لتسليم نائب الرئيس لأن تشافيز يتمتع بكامل قدراته البدنية والعقلية، وتدخل تشافيز في النقاش المنقول على الهواء، طالباً نقل أيضاً اجتماع مجلس الوزراء الذي تقاسم عندئذ الشاشة مع جلسة المجلس ليضيف إنه لم يفقد ولو لحظة واحدة قدرته على إدارة البلد «ولو حصل ذلك لكنت أول من سلم نائب الرئيس وفقاً للدستور». وقال تشافيز إنه سيبقى «مطّلعاً على التطورات الفنزويلية كل يوم وكل ساعة»، وأنه سيبقى على اتصال «بوسائل عدة».

ودل استطلاع رأي، صدر نهار الخميس الماضي، على أن شعبية الزعيم البوليفاري قد زادت بعد مرضه، وأعرب 54% من المستطلعين مقابل 49 قبل شهرين عن أنهم سيقترعون له لو حصلت الانتخابات اليوم. ورأى 68% أن تشافيز مريض حقيقة، فيما أيد 20% الرأي الذي يقول «إن تشافيز يدّعي المرض ليزيد من شعبيته». ورأى 65% أنه يستحق احترام الشعب ودعمه ليتعافى. كما أيد 55% إداء حكومة تشافيز، مقابل 53% قبل شهرين. وهللت المعارضة لنتيجة أحد الأسئلة، حيث رأى 56% من الفنزويليين أن على تشافيز «أن يبتعد عن ممارسة السلطة خلال فترة علاجه».

أخيراً، صرح أحد زعماء المعارضة الفنزويلية هنريكي كابريليس أول من أمس أن اتهامه بالفساد من قبل مجلس القضاء الأعلى هو محاولة لمنعه من الترشح و«تدل على الذعر الذي حلّ عندهم إزاء ما نمثله»، فيما دلت استطلاعات رأي أن كابريليس، وهو زعيم حزب «العدالة أولاً»، هو الأكثر شعبية من بين أخصام تشافيز المحتملين، علماً بأن المعارضة ستحدد مرشحها في شباط المقبل.