رفض وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، اتهامات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعرقلة التحقق من منشأة مشبوهة في موقع بارشين العسكري، فيما أفادت مؤسسة الطاقة النووية الحكومية الروسية «روساتوم» بأن أول محطة إيرانية للطاقة الذرية في بوشهر تعمل حالياً بكامل طاقتها. وفي تعليق رسمي إيراني على تقرير وكالة الطاقة الذي تحدث عن «تنظيف» الإيرانيين آثاراً يُعتقد أنها نووية في موقع بارشين، نقلت وكالة أنباء الطلبة (إسنا) عن صالحي قوله، إن «مثل هذه التصريحات لا أساس تقنياً لها. يعرف الخبراء أنها مجرد حجج وأنه لا يمكن تنظيف موقع».
وغداة صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن البرنامج النووي الإيراني، قال خبراء دوليون إن طهران ربما كانت قد ضاعفت من قدرتها على تخصيب اليورانيوم في منشأة «فوردو» تحت الأرض، لكن يبدو أنها تسعى جاهدة لتطوير معدات نووية أكثر فاعلية تقلل من الوقت الذي تحتاجه من أجل أي مسعى لامتلاك قنبلة ذرية. وقال معهد العلم والأمن الدولي وهو مؤسسة بحثية أميركية: «يبدو أن إيران ما زالت تواجه مشاكل في اختبارها لأجهزة طرد مركزي متقدمة قادرة على الإنتاج».
وكان تقرير وكالة الطاقة التابعة للأمم المتحدة قد ذكر أول من أمس، أن إيران زادت عدد أجهزة الطرد المركزي كثيراً في موقع «فوردو» الحصين تحت الأرض.
في المواقف، قال مسؤول إسرائيلي في القدس المحتلة أمس، إن تقرير الأمم المتحدة عن برنامج إيران النووي يثبت «أن البرنامج النووي الإيراني مصمم لصناعة أسلحة نووية».
أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فرأى أن إيران «لم تغيّر موقفها البتة» بشأن ملفها النووي، داعياً إلى «تشديد العقوبات». وقال فابيوس لإذاعة أوروبا الأولى: «أنا لا أؤمن إلا بالحقائق. والحقائق الملاحظة في الوقت الحاضر لا تسير في الاتجاه الذي ترجوه الأسرة الدولية». وأضاف: «إن قررت إيران تبديل موقفها، فسيكون ذلك جيداً، لكننا في الوقت الحاضر لم نلاحظ ذلك إطلاقاً على الأرض. تعلمنا أن نكون متيقظين».
بدوره، قال جاي كارني، المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن «النافذة لتسوية (هذا الملف) تبقى مفتوحة. لكنها لن تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية». ونقلت صحيفة «غارديان» البريطانية أمس عن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مارتن ديمبسي، قوله عن نية إسرائيل لضرب إيران: «لا أريد أن أكون طرفاً إذا آثرت أن تفعل هذا»، مشيراً إلى أنه سيعتبر أي هجوم إسرائيلي على إيران «بغيضاً أو غير مشروع». وأضاف أنه على الرغم من أن إسرائيل يمكنها أن تؤخر المشروع النووي الإيراني فإنه لا يمكنها تدميره، معتبراً أن التحرك الأحادي الجانب قد يؤدي إلى الكشف عن ائتلاف دولي قوي يفرض عقوبات صارمة على إيران. تابع أنه «لا يمكن تجنب هذا إذا هوجمت إيران في موعد سابق لأوانه».
إلى ذلك، جرى ربط المفاعل النووي الذي بنته روسيا بطاقة 1000 ميغاوات قرب مدينة بوشهر المطلة على الخليج بالشبكة الوطنية الإيرانية في أيلول الماضي، ما وضع حداً لسنوات من التأخير والشكوك في أن موسكو تستخدم المشروع كأداة ضغط دبلوماسية.
وحثت الولايات المتحدة روسيا لسنوات على ترك هذا المشروع خشية ان يساعد طهران على تطوير أسلحة نووية. وتراجعت تلك المخاوف بعد اتفاق استوردت روسيا بموجبه اليورانيوم المخصب اللازم لتشغيل المفاعل، على ان تستعيد الوقود المستنفد الذي يمكن إعادة معالجته وتحويله إلى بلوتونيوم من الدرجة التي تستخدم في صنع الأسلحة.
وكانت شركة «سيمنس» الألمانية قد بدأت بناء المفاعل قبل الثورة الإسلامية في 1979 قبل أن يتولى مهندسون روس العمل فيه في التسعينيات.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)