أدلى الإيرانيون بأصواتهم أمس في جولة الإعادة للانتخابات البرلمانية التي قد تحدث توازناً جديداً بين المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، ورئيس البلاد محمود أحمدي نجاد، داخل المجلس التشريعي، فيما كررت طهران أمس تمسكها ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم.وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن مراكز الاقتراع في 33 دائرة انتخابية، بينها العاصمة طهران، فتحت أبوابها للناخبين، حيث حصل التنافس في هذه الجولة على نحو 65 مقعداً في المجلس المؤلف من 290 مقعداً، وذلك بعدما فاز موالون لخامنئي بالغالبية على حساب أنصار الرئيس نجاد في الجولة الأولى.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله، قبل الإدلاء بصوته أمس في طهران: «اقتراحي هو أنهم (الناس) يجب أن يأخذوا الجولة الثانية بنفس الجدية التي تعاملوا بها مع الجولة الأولى. وكلما زاد عدد الأصوات التي يحصل عليها النواب، تمكنوا من العمل بشكل أفضل».
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن التنافس في طهران كان على 30 مقعداً حُسمت خمسة منها بالفعل في الجولة الأولى، ويتنافس نحو 50 مرشحاً على باقي المقاعد وعددها 25 مقعداً.
وبعد تهميش الإصلاحيين إلى حد كبير ووضع زعيمي المعارضة، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، رهن الإقامة الجبرية في المنزل، فإن الانتخابات هذه المرة تعتبر إلى حد كبير منافسة بين محافظين يمثلون الموالين لخامنئي من ناحية، ومحافظين من معسكر نجاد من ناحية أخرى.
ويقول منتقدون للرئيس الإيراني إن الشقاق دب بين الزعيمين عندما حاول نجاد تقويض الدور السياسي القيادي الذي يلعبه رجال الدين في الجمهورية الإسلامية. ويتوقع أن يواجه نجاد المزيد من التحديات خلال ما تبقى من فترته الرئاسية الثانية والأخيرة، وذلك بعد الهزيمة الكبيرة التي لحقت بحلفائه في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في آذار الماضي.
وستلقي هذه الانتخابات بظلالها على الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة العام المقبل. وقالت وزارة الداخلية إن من المتوقع إعلان النتائج النهائية في غضون 24 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع.
من جهة ثانية، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن مفاوضي الدول الست «5+1» التي تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، سيضغطون على ايران حتى تفكك في نهاية المطاف موقع «فوردو» النووي المحصّن تحت جبل بالقرب من مدينة قم (جنوبي طهران) والذي استخدم في توسيع نطاق عمليات التخصيب التي بدأتها الجمهورية الاسلامية منذ أكثر من عامين إلى مستوى أعلى.
لكن مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي اصغر سلطانية، قال لوكالة «رويترز»، إنه «حين يكون لديك مكان آمن ومؤمَّن تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فلماذا تطلب مني أن أغلقه؟»، موضحاً أن إيران بنت الموقع لتوفر حماية أفضل لنشاطها النووي من أي هجمات تشنها إسرائيل أو الولايات المتحدة عليها. وقال «فوردو مكان آمن... أنفقنا الكثير من المال والوقت حتى يكون لدينا مكان آمن».
وحول المفاوضات المقبلة بين طهران ومجموعة «5+1» والتي تستضيفها بغداد في 23 أيار الجاري، أكد سلطانية «هناك أمر واضح وهو أنه لن يتم تعليق التخصيب (اليورانيوم) في إيران أبداً». وقال سلطانية «لا العقوبات ولا الاعمال العسكرية ولا الارهاب الذي يمارس ضد علمائنا سيوقف التخصيب».
(أ ف ب، رويترز)