أكدت معطيات وزارة البنى التحتية في اسرائيل، أن الدولة التركية عززت في العام 2013، حركة استيراد السلع والبضائع الاسرائيلية، غير العسكرية، واحتلت المركز الثالث في سلم الدول المستوردة من الدولة العبرية، بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتشير الاحصاءات الرسمية في اسرائيل، إلى أن النصف الاول من العام الجاري شهد زيادة لافتة في حركة تصدير السلع والبضائع إلى تركيا و«زادت مجمل الصادرات إلى تركيا بنسبة كبيرة، بلغت بالاجمال 56 بالمئة، اي ما يقرب من 1.2 مليار دولار».
وبحسب المعطيات، فإن صادرات المنتجات الكيميائية والمشتقات النفطية للأسواق التركية، على سبيل المثال، زادت بشكل ملحوظ ووصلت إلى 96 بالمئة في الاشهر الستة الاخيرة قياساً بالفترة ذاتها من العام الماضي، اي من حوالي 465 مليون دولار، إلى ما يقرب من 915 مليون دولار.
وحول السلع والبضائع الاكثر تصديراً للخارج في العام الجاري، تشير المعطيات إلى أن قطاعات الادوية والمواد الكيميائية والادوات الالكترونية، احتلت المراكز الاولى كقطاعات تصدير اساسية. ورغم أن الولايات المتحدة ما زالت في المقام الاول كجهة مستوردة من اسرائيل، فيما حلت بريطانيا في المرتبة الثانية، الا أن تركيا حلت في المرتبة الثالثة مكان الصين، بعدما شهدت الصادرات إلى تركيا ارتفاعاً ملحوظاً، يوازيه انخفاض في الصادرات للسوق الصيني بنسبة 17 بالمئة.
في السياق نفسه، أكد رئيس الدائرة الاقتصادية في قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاسرائيلية، ياعل ربيع تسادوق، أن الاراضي الاسرائيلية باتت في الفترة الاخيرة طريقاً رئيسياً لنقل السلع والبضائع من تركيا واليها، باتجاه الاردن ودول الخليج، مشيراً إلى أن الحرب الدائرة في سوريا وامتناع الشاحنات من المرور في اراضيها، مكنت اسرائيل من أن تتحول إلى نقطة عبور لتبادل السلع والبضائع بين دول المنطقة.
وبحسب المسؤول الاسرائيلي في كلمة القاها في مؤتمر «الاقتصاد والسلام» في تل ابيب، فقد شهد الطريق الممتد من حيفا باتجاه الحدود الاردنية، ومن الحدود الاردنية باتجاه ميناء حيفا، مرور اكثر 1800 شاحنة تركية محملة بالبضائع في الفترة الاخيرة، و«هو واقع يشير إلى أن الحرب في سوريا تحمل في طياتها فرصاً جيدة لاسرائيل»، مشيراً إلى أن السفارة الاسرائيلية في الاردن كانت قد شخصت مع اشتداد الازمة في سوريا، إمكان أن تتحول اسرائيل إلى دولة ترانزيت للسلع والبضائع من تركيا واليها باتجاه الدول العربية و«اما الشاحنات الـ1800 فليست الا عينة مما يمكن أن يحصل، وهو ما يحصل بالفعل».
وقال تسادوق إن الشاحنات التركية تحمل بواسطة السفن من الموانئ التركية باتجاه ميناء حيفا، حيث تنقل من هناك إلى الحدود الاردنية ومنها باتجاه الدول الخليجية، وهذا الخط يقابله خط مرور مواز من الاردن باتجاه تركيا، ومنها ايضاً باتجاه اوروبا.
من جهتها، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر في وزارة الدفاع الاسرائيلية، تأكيدها أن الصادرات الامنية لتركيا «لم تتوقف اطلاقاً»، وهي تُدرس ويجري البت فيها على اساس المصالح الاسرائيلية، مشيرةً إلى أن معظم العقود المبرمة مع الجانب التركي، ما زالت قائمة ولم تلغ «بل شهدت الفترة الاخيرة ورود طلبات جديدة من تركيا، نعمل على دراستها وإقرارها قريباً».