بعد استبعادها لروسيا من اجتماعاتها، احتجاجاً منها على سياساتها المعتمدة إزاء الأزمة الأوكرانية، دعت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أول من أمس روسيا إلى وقف زعزعة استقرار أوكرانيا، تحت طائلة فرض عقوبات جديدة عليها. وقال قادة الدول السبع في بيان إثر اجتماعهم الأول في إطار عشاء عمل، «نحن موحدون لإدانة مواصلة روسيا انتهاك سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا». وأوضح البيان أن «ضم روسيا للقرم بشكل غير قانوني وأعمال زعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا هي غير مقبولة ويجب أن تتوقف»، مضيفاً «نحن مستعدون لتكثيف العقوبات المحددة الهدف وتنفيذ عقوبات إضافية لفرض إكلاف جديدة على روسيا، إذا استدعت الأحداث هذا الأمر».

وجاء في البيان أيضاً «ندعو روسيا إلى الاعتراف بنتائج الانتخابات» الرئاسية الأوكرانية التي جرت في 25 أيار «وإنهاء سحب قواتها العسكرية من قرب الحدود مع أوكرانيا ووقف تدفق الأسلحة والمقاتلين» إلى أوكرانيا، وأن «تستخدم نفوذها لدى الانفصاليين المسلحين كي يلقوا السلاح ويتخلوا عن العنف».
وأشار البيان الى أن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى «شجعت» أيضاً السلطات الأوكرانية على «الحفاظ على نهج معتدل في مواصلة عملياتها لمعاودة إرساء القانون والنظام».
من جهته، كرر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، المواقف نفسها التي وردت في بيان مجموعة الدول السبع، قائلاً إن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يعترف بالحكومة الجديدة في أوكرانيا ويعمل معها وأن يوقف «الاستفزازات» على حدودها، وإلا فسيواجه عقوبات أكثر صرامة من أعضاء مجموعة الدول السبع.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة السبع «أمامنا فرصة لمعرفة ما سيفعله السيد بوتين خلال الأسبوعين أو الثلاثة أو الأربعة المقبلة. وإذا ظل على مساره الحالي، فنحن قد أشرنا بالفعل إلى أنواع الخطوات التي نحن على استعداد لاتخاذها.»

أوباما: على بوتين أن يعترف بالحكومة الجديدة في أوكرانيا

وأضاف أوباما إنه كان يفضل لو كانت فرنسا قد أوقفت بيع حاملات الهليكوبتر من نوع ميسترال لروسيا.
في هذا الوقت، وصف رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس، الدعم الذي أعربت عنه مجموعة السبع للعملية العسكرية للجيش الأوكراني ضد الانفصاليين في الشرق، بأنه «رياء بلا حدود».
وقال مدفيديف في حديث أمام مجلس النواب عن تدفق اللاجئين إلى المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا، إن «ما يُطلَق عليها مجموعة السبع، تتحدث بعد هذا عن تحركات مدروسة للجيش الأوكراني ضد شعبه»، مضيفاً «إنه رياء بلا حدود»، على ما نقلت الوكالات الروسية. وقال إن «الناس خائفون، مرتعبون، لكن السلطات الأوكرانية لا ترى أي مشكلة إنسانية، وتقول أن لا لاجئين: هذا كذب بالطبع».
وقدّر رئيس الوزراء الروسي أن 5000 شخص يصلون يومياً من أوكرانيا إلى منطقة روستوف نا دونو الروسية وحدها، استناداً إلى أرقام عبور الحدود.
من جهته، أشار المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش أمس، إلى أن بلاده «مستاءة» لإرادة السلطات الأوكرانية إغلاق الحدود بين البلدين.
وقال في مؤتمر صحافي «عوضاً عن فتح هذه الحدود أمام كل من يريد مغادرة مناطق القتال، تم إغلاقها. هذا أمر مشين وغير مقبول على الإطلاق».
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية غريغوري كاراسينن أنه تَقرر إعادة السفير روسيا لدى أوكرانيا ميخائيل زورابوف، وذلك بعد الانتخابات الرئاسية هناك. وقال كاراسين أمس «الآن، وبعد انتخاب رئيس لأوكرانيا، تقرر أن يعود السفير إلى كييف ليتابع مهماته، وسيشارك في مراسم تنصيب الرئيس بيوتر بوروشينكو»، معيداً إلى الأذهان أن السفير الروسي استدعي للاستشارة عندما بدأت الأزمة الأوكرانية نهاية شباط.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)