بعد أسبوعين على إعلان نجاحها بإطلاق صاروخ بالستي من غواصة، أعلنت كوريا الشمالية يوم أمس أنها طورت تكنولوجيا الرؤوس النووية المصغرة. وإذا تأكد نجاح التجربة، فذلك يعني أن بيونغ يانغ باتت قادرة على نشر سلاحها النووي في مديات يصعب تقديرها.وأعلنت هيئة الدفاع الوطني، أعلى سلطة عسكرية في كوريا الشمالية، يوم أمس أنها طورت التكنولوجيا التي تمكّنها من بناء قنابل نووية مصغرة قابلة للتثبيت على صواريخ. وأفادت الهيئة، في بيان، «بدأنا منذ فترة طويلة بتصغير وتنويع قدراتنا على شن ضربات نووية... لقد بلغنا مستوى يمكن فيه ضمان أعلى نسبة من الدقة، وليس فقط للصواريخ القصيرة المدى، بل أيضا المتوسطة والبعيدة المدى».

وكانت كوريا الشمالية قد أجرت في السابق 3 تجارب تفجير لقنابل نووية؛ كما كانت هيئة الدفاع الوطني قد رأت أن تجربة إطلاق صاروخ بالستي من غواصة «تمثل مرحلة متقدمة في جهودنا لتطوير قوة استراتيجية ضاربة»، مضيفة أن «على الولايات المتحدة وحلفائها التوقف عن إثارة الضجة حول جهودنا من أجل تعزيز قدراتنا للدفاع الذاتي».
وكان عدد من الخبراء قد شككوا في صحة إعلان كوريا الشمالية نجاح تجربة إطلاق صاروخ من غواصة قبل أسبوعين، وشككوا أيضاً في إعلانها تطوير تقنية تصغير الاسلحة النووية. وقال دانيال بينكستون، الباحث لدى مجموعة الازمات الدولية، إن «هناك فوارق بين البيانات الصادرة (عن بيونغ يانغ) والواقع العملاني». ورأى تشو هان بوم، المحلل لدى معهد الوحدة الوطنية في كوريا، أن «الصعوبات الاقتصادية التي تعانينها بيونغ يانغ (والناجمة أساساً عن الحصار الخانق الذي يفرضه عليها الغرب منذ عقود) تحول دون «تمكنها من تطوير التكنولوجيا تلك، مبدياً الشك في أن يكون «الهدف (من إعلان هيئة الدفاع الوطني) هو تهدئة الصقور في السلطة العسكرية، وضمان ورقة مساومة في المفاوضات مع الدول الاخرى، مثل الولايات المتحدة، من خلال إثارة أسوأ المخاوف حول الصواريخ البعيدة المدى والمزودة برؤوس نووية».
في المقابل، كان الأدميرال وليام غورتني، مسؤول قيادة الأمن القومي الأميركي، قد أعلن في نيسان الماضي أن كوريا الشمالية لديها قدرة تثبيت رأس نووي مصغر على أحد صواريخها البعيدة المدى من طراز «كي ان-08»؛ كما كان وزير الدفاع الكوري الجنوبي قد أشار إلى أن الشمال بلغ مستوى تقنيا «عاليا» يتيح له تصنيع رأس نووي حربي.
وأتى إعلان كوريا الشمالية المذكور بعد ساعات على إعلان الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، أن بيونغ يانغ ألغت زيارته المقررة الى مجمع كايسونغ الصناعي، «دون شرح»؛ وكانت الزيارة المقررة الخميس، ستكون الاولى لأمين عام للأمم المتحدة منذ أكثر من 20 عاما، بعد بطرس بطرس غالي في 1993.

(أ ف ب)