أكد الملك السعودي عبد الله، خلال اتصال هاتفي أجراه أمس بالرئيس الفرنسي جاك شيراك، أن الاعتداء على مجموعة فرنسية في منطقة مدائن صالح شمال غرب المملكة اول من أمس «لا يمثل إلاّ نفسه»، في وقت أعلنت فيه مصادر طبية سعودية ارتفاع حصيلة قتلاه الى أربعة بوفاة شخص متأثر بجروحه.وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» إن الملك عبد الله أكد لشيراك أن «الإرهابي لن يفلت من يد العدالة، وسيمكن الله منه، وستبقى المملكة بعون الله واحة أمن واطمئنان”. وأضافت الوكالة إن الملك السعودي أعرب لشيراك “عن تعازيه ومواساته وشعب المملكة له وللشعب الفرنسي الصديق ولأُسر ضحايا هذا الحادث الإجرامي”.
وفي هذا السياق، أوضح المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، في بيان له، “إن المصاب مبارك جون مارك البالغ من العمر 17 عاما توفي امس متأثراً بإصابته”.
كما أكد مدير مستشفى الملك فهد في المدينة المنورة، متوكل فالح الحجاج، وفاة الفرنسي الرابع، وهو ابن أحد القتلى الذين قضوا في هجوم الاثنين.
وقال حجاج إن الشاب، الذي خسر كمية كبيرة من الدم وأُخضع خلال الليل لعملية جراحية لإخراج رصاصة من رئته، هو مسلم ويدعى مبارك وإنه ابن امرأة فرنسية من أصل مغربي.
وكان ثلاثة فرنسيين قد قتلوا اول من امس في هجوم استهدف رعايا غربيين مقيمين في السعودية، وذلك بالقرب من مدائن صالح، الموقع التاريخي الذي يعد مكاناً مفضلاً للأجانب شمال غرب البلاد.
لكن مصدراً أمنياً رفض وصف العمل بأنه إرهابي، مشيراً الى أنه من المبكر ربط حادثة الفرنسيين الأربعة على أنه عمل إرهابي إلى حين استكمال مجريات التحقيق الأمني المتعلق بالحادثة.
ويعدّ هذا أول اعتداء يستهدف أجانب منذ مقتل الفرنسي لوران باربو، الذي كان يعمل لمجموعة تاليس الكترونيك في 26 ايلول 2004 في جدة.
وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا مستعدة للتعاون مع التحقيق السعودي في الاعتداء على المواطنين الفرنسيين. وقال المتحدث باسم الوزارة، جان باتسيت ماتيي، “نحن مستعدون تماماً من الجانب الفرنسي للتعاون مع هذا التحقيق”.
وأضاف “ثمة فرضيات عديدة، لكننا نفضل عدم تبني أي منها حتى الآن”، موضحاً “أننا لم نتبلغ تهديدات محددة تستهدف الفرنسيين”.
ولفت ماتيي الى وجود نحو 3600 فرنسي في السعودية، بينهم 2200 في الرياض و1400 في جدة، وقد تلقّوا تعليمات بالتزام الحذر، مشيراً الى أن الضحايا الأربع كانوا يقومون بجولة “لها طابع سياحي”.
(ا ف ب، يو بي آي)