تحدّى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، «أية قوة» في العالم أن «تفكّر في مهاجمة إيران»، مشيراً إلى أنّ الشعب العراقي يمارس حقَّه الطبيعي في مقاومة الاحتلال الأميركي. وفي مقابلة مع صحيفة «البايس» الإسبانية، ردَّ الرئيس الإيراني على الاتهامات الأميركية المتكرّرة حول تدخل إيران في العراق، قائلاً «الولايات المتحدة تتحدّث كثيراً، وخصوصاً عن الدول التي أفشلتها». وأضاف «من حق أي شعب أن يقاوم الاحتلال، والقوات الأميركية في العراق محتلة وهم يدركون ذلك، الشعب العراقي لا يحب المحتّلين».وأضاف نجاد «لو أرادت إيران المواجهة مع الولايات المتحدة، لكان الوضع اختلف كلياً، فإيران دولة قوية جداً»، مشدداً على أنّه لا يخاف ضربة أميركية أو إسرائيلية، إذ «لا توجد أية قوة في العالم يمكنها أن تفكر حتى في مهاجمة إيران، فنحن 70 مليون إيراني متحد، من سيجرؤ؟».
واستطرد نجاد للحديث عن الشأن الأميركي، مُرحباً بلقاء المرشح الديموقراطي للانتخابات الأميركية، باراك أوباما، الذي يؤيد الحوار مع طهران لمعالجة الملف النووي. إلا أنّه استبعد وصول الديموقراطيين إلى البيت الأبيض. وقال «من المستحيل أن يصل أوباما إلى الرئاسة نظراً إلى القوى غير المرئية الموجودة في الولايات المتحدة»، مضيفاً «ليس لدينا أية مشكلة مع الحوار، ولكن يبدو أنّهم لن يسمحوا لأوباما أن يربح، وهم يعرفون توازن القوى في الولايات المتحدة، وهي مبنية على السياسة الخارجية العدوانية».
ويجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم من أجل تبنّي قرار عقوبات ثالث ضدّ طهران على خلفية أنشطتها النووية الحساسة، بعدما أُجّلت جلسة التصويت على القرار التي كانت مقرّرة السبت، لمنح المشاورات مع جنوب أفريقيا وأندونيسيا وطرابلس وفيتنام، مزيداً من الوقت.
وبموازاة ذلك، يلتئم مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم في فيينا، لبحث الملف النووي الإيراني.
في المقابل، رأى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، غلام حسين إلهام، أنّ بحث الملف النووي في مجلس الأمن أمر غير قانوني ويتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ولن يكون مثمراً ولن يجدي نفعاً، محذّراً من أنّ إجراءً كهذا يعرّض السلام والأمن العالميين إلى الخطر.
من جهة أخرى، رأت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، في تقرير نشر أمس، أن «ضربة عسكرية ما لإيران سيكون لها القليل من فرص النجاح وقد تؤدي إلى ارتدادات عنيفة جداً في المنطقة». وطلب نواب اللجنة التي عقدت جلسات استماع مع مسؤولين وخبراء، وقامت بزيارة إلى إيران في تشرين الثاني الماضي، من الحكومة البريطانية ممارسة نفوذها على واشنطن لإقناع الإدارة الأميركية بـ«العمل» على حل دبلوماسي للنزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذّرين في الوقت نفسه، من أن فرض عقوبات دولية جديدة على طهران لن يكون بالواقع مجدياً.
وقال عضو حزب العمال الحاكم ورئيس اللجنة، مايكل غيبس، إنه يوجد احتمال قوي أن تتمكن إيران من تطوير قدراتها على صنع سلاح نووي خلال فترة قصيرة من الوقت بفضل منشأتها وقدراتها الفنية النووية غير العسكرية بحلول عام 2015.
(أ ف ب، يو بي آي، إرنا، رويترز)