يبدو أن المشكلة الأساسية التي منعت أركان الحزب الاشتراكي الفرنسي من التوصل إلى صيغة توافقية، هي فكرة قيام تحالف بين الاشتراكيين والوسطيين من الحركة الديموقراطية
ريمس ــ بسّام الطيارة
أنهى الحزب الاشتراكي الفرنسي، أمس، مؤتمره العام الخامس والسبعين في ريمس (شمال شرق)، من دون ظهور غالبية لإدارته بعدما فشل في إيجاد أي اتفاق حول توجهاته السياسية أو أمين عام جديد له. وبدا أن التيار الأول والأقوى من بين التيارات الأربعة التي تتنافس على قيادة الحزب، هو تيار سيغولين رويال، التي حصد برنامجها ٢٩ في المئة في الأسبوع الماضي. تيار يمكن وصفه بأنه ذو توجه «يساري تجديدي منفتح على الوسط من موقع قوة»، كما يقول أنصارها.
لكن الزعيمة الاشتراكية فشلت في حشد غالبية تدعم التوجهات التي طرحتها لـ«تحديث» الحزب، خلال اجتماع وصفته الأطراف المختلفة بأنه «مهزلة حوار». ولعل حجر العثرة في ذلك، فكرتها حول قيام تحالف بين الاشتراكيين والوسطيين من الحركة الديموقراطية، لربح المعركة مع اليمين.
غير أن التيارات الراديكالية الأخرى ترفض هذا الخيار، بعضها لأسباب إيديولوجية (بونوا وفابيوس) وبعضها من باب «منافسة الوسط على موقع الوسط» (دولانويه وهولاند)، فيما تقول رويال إنه يمكن طرح الأمر على التصويت و«لتقرر القاعدة ما تريد». وكانت رويال قد ذكرت عقب مغادرتها لجنة المحصلة، أنهم «لم يتجاوبوا مع اليد التي مددتها لهم» في إشارة إلى رفض التيارات الأخرى التوافق مع بعض التعديلات على برنامجها.
أما التيار الثاني، فيجمع في الواقع خليطاً من اليساريين الراديكاليين وعدداً من المناوئين لشخص رويال. ويفسر هذا الخليط فشل الطروحات الثلاثة التي يتزعمها عمدة باريس برتران لانويه (٢٥ في المئة)، وعمدة ليل مارتين أوبري (٢٤ في المئة)، وبرونو بونوا (١٩ في المئة) في التوافق على تشكيل تكتل وانسحاب قطبين لمصلحة القطب الثالث.
ويقول أحد «الفيلة» رئيس منطقة إيل دو فرانس، فرنسوا هوشون، إن أفكار رويال موجودة بقوة في تياري أوبريه ودلانويه المدعومين من الأمين العام الحالي، فرنسوا هولاند. إلا أنه يضيف أن «الكره لشخصها موجود أيضاً بقوة»، محذراً من إمكان انقسام الحزب. ولعل انسحاب عمدة باريس من السباق وترك حرية التصويت لتياره، يصب في مصلحة رويال، صاحبة الخطاب المنفتح على الجميع، ما يعني فتح «بولفار لسيغولين». ويبدو أن «فيلة الحزب» أكثر ما يخشونه، تصويت القاعدة، إذ إنها في كل مرة تعطي أكثرية لرويال وهو ما يتوقعه المراقبون في انتخابات الخميس المقبل التي ستقودها إلى زعامة الحزب الاشتراكي.