خاص بالموقع | PM 10:33اقترع سكان جنوب أفريقيا، أمس، في انتخابات تشريعية من المتوقع أن تبقي على هيمنة حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم، رغم مواجهته لمنافسة قاسية من المعارضة، منذ انتهاء الحكم العنصري قبل 15 عاماً.

وقال زعيم الحزب الحاكم جاكوب زوما، بعيد تصويته، «لم أتخيّل يوماً عندما ترعرعرت في هذا المكان (في زولو) أنه في يوم ما سأدلي بصوتي، مثلما فعلت اليوم. إنه لشيء عظيم الشعور بالفرق بين الأيام الماضية وما نحن عليه اليوم، حين يكون بإمكاننا تقرير مصيرنا».

ويبدو حزب المؤتمر الوطني الأفريقي واثقاً من تحقيق رابع فوز على التوالي منذ هزيمة حكم الأقلية البيضاء عام 1994 تحت زعامة نلسون مانديلا، وسيصبح زعيم الحزب الحالي جاكوب زوما رئيساً بعد أسابيع من نجاحه في إسقاط اتهامات بالفساد لأسباب إجرائية.

ويعتقد الكثير من المحللين أن المؤتمر الوطني الأفريقي ذا التاريخ البارز في مكافحة الحكم العنصري ما يجعله الخيار الأمثل للملايين من الناخبين السود، سيحصل على ما بين 60 و66 في المئة من الأصوات مقارنة بحوالى 70 في المئة عام 2004.

غيّر أنّ حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» يواجه في الوقت نفسه تحدياً غير مسبوق من أحزاب معارضة تتمنى استغلال مشاعر الإحباط نتيجة الفساد والفقر والجريمة، الأمر الذي قد يخسره أغلبية الثلثين التي تمنحه الحق في تغيير الدستور وترسيخ سلطته.

منافسة يمثّل عمادها حزب جديد أنشأه الموالون للرئيس السابق ثابو مبيكي، الذي أطاحه حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الذي كان يرأسه، وسط مزاعم عن تدخّله في قضية فساد ضد زوما، التي أسقطت فيها الاتهامات لأسباب إجرائية.

ويلقى حزب «مؤتمر الشعب»، وهو أول حزب للسود معارض للحزب الحاكم، بعض التأييد من الطبقة الوسطى المتنامية، لكنه لم ينجح كثيراً في سعيه لاستمالة الأغلبية من الفقراء. وقال المرشح الرئاسي لحزب «مؤتمر الشعب» مفومي داندالا، «إنه لا يزال متفائلاً بأنّ الحزب الجديد يمكن أن يحدث تغييراً».

كذلك يتمنى التحالف الديموقراطي الذي يمثل المعارضة الرسمية، والذي عاد إلى الساحة تحت قيادة زعيمته الجديدة هيلين زيلي، وهي من البيض، أن يعزز وجوده في البرلمان، وشنّ حملة تحت شعار «أوقفوا زوما» بهدف اجتذاب الناخبين المستائين من موقف الحزب الحاكم من الفساد.

وقالت زيلي «أعتقد أن ناخبي جنوب أفريقيا يعلمون ما نحتاج إلى القيام به لإنقاذ الديموقراطية وضمان قدرة الحكومة على التصرف. أعلم أنهم يعلمون ما الذي يتعيّن عليهم فعله لمنع ظهور دولة إجرامية وسيخرجون اليوم ويفعلون ذلك».

واللافت أنّ رئيس أساقفة كايب تاون السابق ديزموند توتو كان قد تساءل في بداية الحملة الانتخابية، «عما إذا كان زوما مناسباً لأن يحكم». إلا أنه أثناء الإدلاء بصوته، رفض الإفصاح عن اسم الحزب الذي يفضّله، مكتفياً بالقول «أشعر بأنني في حالة جيدة، لكنّ هذه الانتخابات ليست كالسابقة».

(أ ب، أ ف ب)